فقال عمرو بن الحارث: الآن علمت أنك ساحر كذاب! يا محمد ألستما من ولد آدم؟ قال:
بلى، ولكن خلقني الله نورا تحت العرش قبل أن يخلق الله آدم باثني عشر ألف سنة، فلما أن خلق الله آدم ألقى النور في صلب آدم، فأقبل ينتقل ذلك النور من صلب إلى صلب، حتى تفرقنا في صلب عبد الله بن عبد المطلب وأبي طالب، فخلقنا ربي من ذلك النور لكنه لكن لا نبي بعدي.
قال: فوثب عمرو بن الحارث الفهري مع اثني عشر رجلا من الكفار، وهم ينفضون أرديتهم فيقولون: اللهم إن كان محمد صادقا في مقالته فارم عمرو وأصحابه بشواظ من نار.
قال فرمي عمرو وأصحابه بصاعقة من السماء، فأنزل الله هذه الآية: سأل سائل بعذاب واقع للكافرين ليس له دافع من الله ذي المعارج. فالسائل عمرو وأصحابه.
4 - - فرات قال: حدثنا أبو أحمد يحيى بن عبيد بن القاسم القزويني معنعنا، عن سعد بن أبي وقاص، قال: صلى بنا النبي صلى الله عليه وآله صلاة الفجر يوم الجمعة، ثم أقبل علينا بوجهه الكريم الحسن وأثنى على الله تبارك وتعالى، فقال: أخرج يوم القيامة وعلي بن أبي طالب أمامي، وبيده لواء الحمد، وهو يومئذ من شقتين شقة من السندس وشقة من الإستبرق ، فوثب إليه رجل أعرابي من أهل نجد من ولد جعفر بن كلاب بن ربيعة، فقال: قد أرسلوني إليك لأسألك، فقال: قل يا أخا البادية.
قال: ما تقول في علي بن أبي طالب، فقد كثر الاختلاف فيه؟
فتبسم رسول الله صلى الله عليه وآله ضاحكا فقال: يا أعرابي، ولم يكثر الاختلاف فيه ؟ علي مني كرأسي من بدني، وزري من قميصي.
فوثب الأعرابي مغضبا ثم قال: يا محمد إني أشد من علي بطشا، فهل يستطيع علي أن يحمل لواء الحمد؟
فقال النبي صلى الله عليه وآله: مهلا يا أعرابي، فقد أعطي علي يوم القيامة خصالا شتى : حسن يوسف، وزهد يحيى، وصبر أيوب، وطول آدم، وقوة جبرئيل. وبيده لواء الحمد وكل الخلائق تحت اللواء، يحف به الأئمة والمؤذنون بتلاوة القرآن والأذان، وهم الذين لا يتبددون في قبورهم. فوثب الأعرابي مغضبا وقال: اللهم إن يكن ما قال محمد فيه حقا فأنزل علي حجرا.