آيات الغدير - مركز المصطفى (ص) - الصفحة ٢٨٠
.. وتجد ترجمات أئمتهم والرواة الذين رووا الحديث مفصلة في مصادر الجرح والتعديل السنية ، وفي عبقات الأنوار، والغدير، ونفحات الأزهار، من مصادرنا.
نماذج من تفسيرات السنيين لآية: سأل سائل قال الشوكاني في فتح القدير: 5 / 352:
(وهذا السائل هو النضر بن الحارث حين قال: اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم. وهو ممن قتل يوم بدر صبرا. وقيل: هو أبو جهل. وقيل: هو الحارث بن النعمان الفهري. والأول أولى لما سيأتي). انتهى.
وقصده بما يأتي ما ذكره في ص 356، من رواياتهم التي تثبت أن السورة مكية وأن صاحب العذاب الواقع هو النضر، وليس ابنه جابرا، ولا الحارث الفهري قال: (وقد أخرج الفريابي وعبد بن حميد والنسائي وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه عن ابن عباس في قوله: سأل سائل، قال: هو النضر بن الحارث قال: اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء). انتهى.
ولم يذكر الشوكاني الحديث المروي في جابر والحارث، ومن رووه، ولماذا رجح عليه حديث النضر؟ هل بسبب السند أو الدلالة..؟ إلخ. ولو أنه اقتصر على ذكر ما اختاره في سبب نزولها لكان له وجه، ولكنه ذكر القولين، وذكر رواية أحدهما دون الآخر، وهذا تحيز بدون مبرر!
لكن شمس الدين الشربيني القاهري الشافعي المتوفى سنة 977، صاحب التفسير المعروف، كان أكثر إنصافا من الشوكاني، فقد ذكر السببين معا، فقال كما نقل عنه صاحب عبقات الأنوار : 7 / 398:
(سأل سائل بعذاب واقع: اختلف في هذا الداعي، فقال ابن عباس: هو النضر بن الحارث . وقيل: هو الحارث بن النعمان، وذلك أنه لما بلغه قول النبي صلى الله عليه وآله من كنت مولاه فعلي مولاه، ركب ناقته فجاء حتى أناخ راحلته في الأبطح ثم قال: يا محمد أمرتنا عن الله أن نشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله فقبلناه منك...) إلخ . انتهى.
أما أبو عبيد المتوفى سنة 223، فقد جعل الحديث سببا لنزول الآية على نحو الجزم، لأنه
(٢٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 ... » »»