آيات الغدير - مركز المصطفى (ص) - الصفحة ٢٧٥
أزواجهم) وقد أفتى عدد من علماء السنيين بأنه يجوز للرجل أن يتزوج امرأة حتى لو كان ناويا أن يطلقها غدا، وهو نفس المتعة التي يشنعون بها علينا. بل أفتى أبو حنيفة نفسه بأن الرجل لو استأجر امرأة لخدمته وكنس منزله وغسل ثيابه، فقد جاز له مقاربتها بدون عقد زواج، لا دائم ولا منقطع!! بحجة أن عقد الإجارة يشمل ذلك!
وهذا أوسع من المتعة التي يقول بها الفقه الشيعي، لأن عقد الزواج شرط فيها، وإلا كانت زنا.
وغرضنا أن المرجح أن تكون سورة المعارج مكية، ولكن ذلك لا يؤثر على صحة الحديث القائل بأن العذاب الواقع هو العذاب النازل على المعترض على النبي صلى الله عليه وآله عندما أعلن ولاية علي عليه السلام، لأن ذلك يكون تأويلا لها، وإخبارا من جبرئيل عليه السلام بأن هذه الحادثة هي من العذاب الواقع الموعود.
فقد تقدمت رواية شرح الأخبار في ذلك، وستأتي منه رواية فيها (فأصابته الصاعقة فأحرقته النار، فهبط جبرئيل وهو يقول: إقرأ يا محمد: سأل سائل بعذاب واقع، للكافرين ليس له دافع). وهي كالنص في أن جبرئيل عليه السلام نزل على النبي صلى الله عليه وآله بتطبيق الآية أو تأويلها.
بل يظهر من أحاديثنا أن ما حل بالعبدري والفهري ما هو إلا جزء صغير من (العذاب الواقع ) الموعود، وأن أكثره سينزل تمهيدا لظهور الإمام المهدي عليه السلام أو نصرة له..
وقد أوردنا في معجم أحاديث الإمام المهدي عليه السلام: 5 / 458، عدة أحاديث عن الإمام الباقر والإمام الصادق عليهما السلام في تفسير العذاب الواقع بأحداث تكون عند ظهور الإمام المهدي عليه السلام.. منها ما رواه علي بن إبراهيم القمي في تفسيره: 2 / 385 قال :
سأل سائل بعذاب واقع، قال: سئل أبو جعفر عليه السلام عن معنى هذا، فقال: نار تخرج من المغرب، وملك يسوقها من خلفها حتى تأتي دار بني سعد بن همام عند مسجدهم، فلا تدع دارا لبني أمية إلا أحرقتها وأهلها، ولا تدع دارا فيها وتر لآل محمد إلا أحرقتها، وذلك المهدي عليه السلام.
ومنها ما رواه النعماني في كتاب الغيبة / 272 قال:
(٢٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 ... » »»