ثبت عنده، ولعله لم يثبت عنده غيره حتى يذكره. فقال كما في نفحات الأزهار: 7 / 291 : (لما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم غدير خم ما بلغ، وشاع ذلك في البلاد، أتى جابر بن النضر بن الحارث بن كلدة العبدري فقال: يا محمد! أمرتنا من الله أن نشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله، وبالصلاة، والصوم والحج، والزكاة، فقبلنا منك.
. ثم لم ترض بذلك حتى رفعت بضبع ابن عمك ففضلته علينا وقلت: من كنت مولاه فعلي مولاه ! فهذا شيء منك أم من الله؟!
فقال رسول الله: والله الذي لا إله إلا هو إن هذا من الله.
فولى جابر يريد راحلته وهو يقول: اللهم إن كان ما يقول محمد حقا فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم، فما وصل إليها حتى رماه الله بحجر فسقط على هامته وخرج من دبره وقتله، وأنزل الله تعالى: سأل سائل بعذاب واقع.. الآية). انتهى.
وقال القرطبي في تفسيره: 18 / 278:
(أي سأل سائل عذابا واقعا. للكافرين: أي على الكافرين. وهو النضر بن الحارث حيث قال: اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم، فنزل سؤاله. وقتل يوم بدر صبرا هو وعقبة بن أبي معيط، لم يقتل صبرا غيرهما ، قاله ابن عباس ومجاهد.
وقيل: إن السائل هنا هو الحارث بن النعمان الفهري، وذلك أنه لما بلغه قول النبي صلى الله عليه وسلم في علي رضي الله عنه (من كنت مولاه فعلي مولاه) ركب ناقته فجاء حتى أناخ راحلته بالأبطح.. إلى آخره، بنحو رواية أبي عبيد. ثم قال:
وقيل: إن السائل هنا أبو جهل، وهو القائل لذلك، قاله الربيع.
وقيل: إنه قول جماعة من كفار قريش.
وقيل: هو نوح عليه السلام سأل العذاب على الكافرين.
وقيل: هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، أي دعا عليه السلام بالعقاب، وطلب أن يوقعه الله بالكفار، وهو واقع بهم لا محالة، وامتد الكلام إلى قوله تعالى: فاصبر صبرا جميلا أي: لا تستعجل فإنه قريب). انتهى.
* *