آيات الغدير - مركز المصطفى (ص) - الصفحة ٢٨٣
التعايش مع وضع سياسي جديد، يتحدى وضعه القبلي المتجذر في صميمه!!
ويرد عليه أيضا: أنه لو صح قولهم، فهو لا يمنع من تفسيرنا، فلا وجه لافتراضهم التعارض بينهما.. فأي تعارض بين أن يكون العذاب الواقع هو العذاب الذي وقع على النضر بن الحارث في بدر، ثم وقع على ولده جابر بن النضر، كما في رواية أبي عبيد، ثم وقع ويقع على الآخرين من مستحقيه!
وينبغي أن نشير هنا إلى قاعدة مهمة في تفسير القرآن والنصوص عامة، وهي ضرورة المحافظة على إطلاقات النص ما أمكن وعدم تضييقها وتقييدها.. فالآية الكريمة تقول إن أحدهم تحدى وتساءل عن العذاب الموعود، الذي أنذر به النبي صلى الله عليه وآله، فأجابه الله تعالى إنه واقع بالكفار لا محالة كما أنذركم به رسولنا صلى الله عليه وآله حرفيا، في الدنيا وفي الآخرة، وأنه جار في الكفار وفي من آمن، حسب القوانين الخاصة التي وضعها له الله تعالى. وعليه فيكون عذاب الله تعالى لقريش في بدر والخندق من ذلك العذاب الواقع الموعود ، وعذابهم بالجوع والقحط، منه أيضا. وعذابهم بفتح مكة واستسلامهم وخلعهم سلاحهم، منه أيضا.
ويكون عذاب المعترضين على النبي صلى الله عليه وآله لإعلانه ولاية عترته من بعده، منه أيضا!
فلا موجب لحصر الآية بالنضر وحده، ولا لتضييق العذاب المنذر به بقتل شخص، ولو كان فرعونا، ولا حصره بعصر دون عصر، بل هو مفتوح إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها..
وكم تجد عند المفسرين السنيين من هذه التضييقات في آيات العذاب والرحمة، حيث يحصرون أنفسهم فيها بلا موجب، ويحصرون فيها كلام الله المطلق، بلا دليل!
* * المسألة الخامسة: موقف النواصب من حديث حجر السجيل لم نعثر على أحد من النواصب المبغضين لأهل بيت النبي صلى الله عليه وآله، رد هذا الحديث وكذبه قبل.. ابن تيمية، فقد هاجمه بعنف وتخبط في رده! وتبعه على ذلك من المتأخرين الشيخ محمد رشيد رضا في كتابه تفسير المنار.. ومن الملاحظ أنه شخص ناصبي متأثر بابن تيمية وتلميذه ابن قيم المدرسة الجوزية، بل مقلد لهما في كثير من أفكارهما، وقد أدخلها
(٢٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 288 ... » »»