آيات الغدير - مركز المصطفى (ص) - الصفحة ٢٨٥
ابن تيمية!
وعمدة ما قاله ابن تيمية وصاحب المنار: أن مكان الرواية الأبطح، وهو مكان في مكة، والنبي صلى الله عليه وآله لم يرجع بعد الغدير إلى مكة.. وقد جهلا أو تجاهلا أبطح المدينة المشهور!
ثم قالا: إن الرواية تدعي أن الآية نزلت في المدينة، مع أن سورة المعارج مكية..
وقد تجاهلا أن جو السورة إلى الآية 36 على الأقل مدني، وأن هذا الحديث دليل على مدنيتها .
ثم لو صح كونها مكية، فقد يتكرر نزول الآية لبيان تفسيرها أو تأويلها، فتكون الحادثة تأويلا لها. وقد روى المفسرون نزول آية (إنا أعطيناك الكوثر) في عدة مواضع نزل بها جبرئيل، تسلية لقلب الرسول صلى الله عليه وآله.
فما المانع أن يكون تأويل العذاب الواقع قد وقع في (عشيرة العذاب الواقع) فتحقق في الأب النضر بن الحارث عندما قتله النبي صلى الله عليه وآله في بدر، ثم تحقق في الابن جابر عندما قتله الله بحجر من السماء في أبطح المدينة، وأن يكون جبرئيل عليه السلام أكد الآية عندما تحقق تأويلها.
ثم من حق الباحث أن يقول لهما: لو سلمنا أن ذكر نزول الآية في الحادثة خطأ، أو زيادة ، فما ذنب بقية الحديث؟! فلماذا تردونه كله ولا تقتصرون على رد زيادته، وهو نزول الآية بمناسبته؟!
وقد ناقش صاحب تفسير الميزان 6 / 54، تضعيف صاحب المنار للحديث فقال: وأنت ترى ما في كلامه من التحكم. أما قوله إن الرواية موضوعة وسورة المعارج هذه مكية، فيعول في ذلك على ما في بعض الروايات عن ابن عباس وابن الزبير أن سورة المعارج نزلت بمكة، وليت شعري ما هو المرجح لهذه الرواية على تلك الرواية، والجميع آحاد.
ولو سلمنا أن سورة المعارج مكية كما ربما تؤيده مضامين معظم آياتها، فما هو الدليل على أن جميع آياتها مكية؟ فلتكن السورة مكية والآيتان خاصة غير مكيتين. كما أن سورتنا هذه، أعني سورة المائدة، مدنية نازلة في آخر عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وقد وضعت فيها الآية المبحوث عنها، أعني قوله تعالى: (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك
(٢٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 280 281 282 283 284 285 286 287 288 289 290 ... » »»