آيات الغدير - مركز المصطفى (ص) - الصفحة ٢٨٤
في تفسيره وقد استفاد لنشرها من اسم أستاذه الشيخ محمد عبده رحمه الله، حيث خلط في تفسيره بين أفكاره وأفكار أستاذه! ويلمس القارئ الفرق بين الجزءين الأولين من تفسير المنار اللذين كتبهما في حياة الشيخ محمد عبده، واستفاد مما سجله من دروسه، ففيهما من عقلانيته رحمه الله واعتقاده بولاية أهل البيت عليهم السلام، وبين الأجزاء التي أخرجها رشيد رضا بعد وفاة الشيخ محمد عبده، أو أعاد طباعتها، وفيها أفكاره الناصبة لأهل البيت عليهم السلام.
وقد نقل صاحب تفسير المنار في: 6 / 464 وما بعدها عن تفسير الثعلبي؟؟؟ تحقيق:
أن هذا القول من النبي صلى الله عليه وآله في موالاة علي شاع وطار في البلاد، فبلغ الحارث بن النعمان الفهري فأتى النبي صلى الله عليه وآله على ناقة وكان بالأبطح فنزل وعقل ناقته، وقال للنبي صلى الله عليه وآله وهو في ملأ من أصحابه: يا محمد أمرتنا من الله أن نشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله فقبلنا منك... ثم ذكر سائر أركان الإسلام... ثم لم ترض بهذا حتى مددت بضبعي ابن عمك وفضلته علينا وقلت: من كنت مولاه فعلي مولاه! فهذا منك أم من الله! فقال صلى الله عليه وآله: والله الذي لا إله إلا هو، هو أمر الله. فولى الحارث يريد راحلته وهو يقول: اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم!
فما وصل إلى راحلته حتى رماه الله بحجر فسقط على هامته وخرج من دبره وأنزل الله تعالى : سأل سائل بعذاب واقع، للكافرين ليس له دافع.. الحديث... ثم قال رشيد رضا:
وهذه الرواية موضوعة، وسورة المعارج هذه مكية، وما حكاه الله من قول بعض كفار قريش (اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك..) كان تذكيرا بقول قالوه قبل الهجرة، وهذا التذكير في سورة الأنفال، وقد نزلت بعد غزوة بدر قبل نزول المائدة ببضع سنين، وظاهر الرواية أن الحارث بن النعمان هذا كان مسلما فارتد، ولم يعرف في الصحابة، والأبطح بمكة والنبي صلى الله عليه وآله لم يرجع من غدير خم إلى مكة، بل نزل فيه منصرفه من حجة الوداع إلى المدينة. انتهى.
وكأن رشيد رضا اغتاظ من هذا الحديث، وحاول تكذيبه من ناحية سنده فلم يجد ما يشفي غليله ، ولما وجد تكذيب ابن تيمية له بنقد متنه فرح به وتبناه، ولكنه لم ينسبه إلى إمامه
(٢٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 279 280 281 282 283 284 285 286 287 288 289 ... » »»