آيات الغدير - مركز المصطفى (ص) - الصفحة ٢٧٩
* * وأخيرا.. يمكن للباحث أن يستدل لنصرة رأي المفسرين القائل بأن العذاب في السورة يشمل العذاب الدنيوي، بما رواه ابن سعد في الطبقات، من قصة اختلاف طلحة والزبير وابنيهما على إمامة الصلاة في معسكر عائشة في حرب الجمل، قال: (ولما قدموا البصرة أخذوا بيت المال، وختماه جميعا طلحة والزبير، وحضرت الصلاة فتدافع طلحة والزبير حتى كادت الصلاة تفوت، ثم اصطلحا على أن يصلي عبد الله بن الزبير صلاة ومحمد بن طلحة صلاة، فذهب ابن الزبير يتقدم فأخره محمد بن طلحة، وذهب محمد بن طلحة يتقدم فأخره عبد الله بن الزبير عن أول صلاة!! فاقترعا فقرعه محمد بن طلحة، فتقدم فقرأ: سأل سائل بعذاب واقع)!
!. انتهى.
فقد فهم محمد بن طلحة القرشي التيمي من السورة أنها تهديد بعذاب دنيوي، ولذلك هدد بها ابن الزبير! وهو دليل على أن الارتكاز الذهني عند الصحابة المعاصرين للنزول، أن العذاب في السورة يشمل العذاب الدنيوي أيضا.
* * المسألة الرابعة: موقف السنيين من الحديث موقف الذين أوردوا الحديث من السنيين ليس واحدا.. فمنهم من قبله ورجحه على غيره كأبي عبيد والثعلبي والحمويني.. ومنهم من نقله بصيغة: روي أو قيل أو رجح غيره عليه.
ولكن أحدا منهم لم يطعن فيه.. وأقل موقفهم منه أنه حديث موجود، قد يكون سنده صحيحا ، ولكن غيره أرجح منه، كما سترى.
إن العالم السني يرى نفسه ملزما باحترام هذا الحديث، بل يرى أنه بإمكانه أن يطمئن إليه ويأخذ به، لأن الذين قبلوه من أئمة العلم والدين قد يكتفي العلماء بمجرد نقل أحدهم للحديث وقبوله له، كأبي عبيد وسفيان بن عيينة..
وقد رأينا المحدث الألباني الذي يعتبره الكثيرون المجتهد الأول في التصحيح والتضعيف في عصرنا، ربما اكتفي في سلسلة أحاديثه الصحيحة للحكم بصحة الحديث بتصحيح عالمين أو ثلاثة من قبيل: ابن تيمية والذهبي وابن القيم.
مضافا إلى أن المحدثين السنة ذكروا له طرقا أخرى، عن حذيفة، وعن أبي هريرة وغيرهما
(٢٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 ... » »»