قواتها الذي كان تحت إمرته ألفا مسلح في حنين، بأن إعلان إسلامهم في مكة كان كاذبا ، وأن زعماء قريش كانوا متفقين على قتل النبي صلى الله عليه وآله، وأنهم حاولوا محاولات في حنين ولم يتوفقوا.. فقد أحبط الله تعالى خططهم، وكشف لنبيه صلى الله عليه وآله نواياهم!!
بل تدل أحاديث السيرة على أن زعماء قريش لم يملكوا أنفسهم عند انهزام المسلمين في حنين في أول الأمر، فأظهروا كفرهم الراسخ، وفضحوا أنفسهم!
ففي سيرة ابن هشام: 4 / 46:
قال ابن إسحاق: فلما انهزم الناس، ورأى من كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من جفاة أهل مكة الهزيمة، تكلم رجال منهم بما في أنفسهم من الضغن، فقال أبو سفيان بن حرب: لا تنتهي هزيمتهم دون البحر، وإن الأزلام لمعه في كنانته!
وصرخ جبلة بن الحنبل - قال ابن هشام كلدة بن الحنبل - وهو مع أخيه صفوان بن أمية مشرك في المدة التي جعل له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا بطل السحر اليوم!
قال ابن إسحاق: وقال شيبة بن عثمان بن أبي طلحة أخو بني عبد الدار: قلت اليوم أدرك ثأري من محمد، وكان أبوه قتل يوم أحد، اليوم أقتل محمدا، قال: فأدرت برسول الله لأقتله، فأقبل شيء حتى تغشى فؤادي فلم أطلق ذاك، وعلمت أنه ممنوع مني!!. انتهى .
وشيبة هذا قائد آخر من قادة جيش قريش (المسلمة المؤمنة المجاهدة!) يعترف بأنه في حنين عند الهزيمة أو بعدها (دار) مرة أو مرات حول النبي صلى الله عليه وآله ليقتله ! فتأمل..!!
إن الناظر في مقومات شخصيات زعماء قريش، وتفكيرهم واهتماماتهم، يصل إلى قناعة بأنهم مردوا على النفاق، واتخذوا قرارا بأن يكذبوا بكل الآيات والمعجزات التي يأتيهم بها محمد صلى الله عليه وآله، ويكفروا بكل القيم والأعراف الإنسانية التي يدعوهم إليها ويعاملهم بها!
لقد قرروا أن لا يدخلوا في دينه إلا في حالتين لا ثالثة لهما:
إذا كان السيف فوق رؤوسهم!