وبعضهم حذفوا اسم أبي بكر وعمر كليا من الحادثة! كما رأيت في سنن أبي داود، وكما في كنز العمال: 11 / 613، حيث رواه بعدة روايات عن أحمد، وعن مصادر متعددة، وليس فيه إطلاقا ذكر لأبي بكر وعمر!
الرابعة: يتساءل الباحث ما هي العلاقة التي كانت تربط أبا بكر وعمر بسهيل بن عمرو، ولماذا أيدا مطلب قريش المفضوح؟!
ويتساءل: ما دام النبي صلى الله عليه وآله فهم خطة القرشيين وغضب ورفض مطلبهم، وهددهم بالحرب ثانية، بل وعدهم بها.. فلماذا استشار أبا بكر وعمر في الموضوع؟!
على أي حال، إن أقل ما تدل عليه النصوص: أن زعامة قريش كانت متمثلة في ذلك الوقت بهؤلاء الأربعة، الذين جمعتهم هذه الحادثة وهم: رسول الله محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم صلى الله عليه وآله.
وسهيل بن عمرو العامري، أحد زعماء المشركين بالأمس وزعيم قريش اليوم.
وأبو بكر التيمي وعمر العدوي، الممثلان لقبيلتين صغيرتين لا وزن لهما في قريش، ولكن لهما شخصيا وزن مهم لصحبتهما للنبي صلى الله عليه وآله ومع ذلك أيدا مطلب سهيل ضد النبي وضد الإسلام!
ولا بد للباحث أن يفترض علاقة واتفاقا مسبقا بين وفد قريش وبين الشيخين، بل يفهم من بعض الروايات أن سهيلا ووفد قريش نزلوا في المدينة في ضيافة عمر، ثم جاء وأبو بكر معهم إلى النبي صلى الله عليه وآله لمساعدتهم على مطلبهم.
الخامسة: تضمن الموقف النبوي من الحادثة أربعة عناصر:
الأول، الغضب النبوي من تفكير قريش الكافر ووقاحتها، وقد ذكرته الروايات ولم تصفه بالتفصيل.
الثاني، يأس النبي صلى الله عليه وآله من أن تصلح قريش ويحسن إسلامها، بل يأسه من أن تترك قريش تعقيد أئمتها اليهود وفرعنتهم، وتخضع للحق، إلا بقوة السيف!! ففي عدد من روايات الحادثة كما في الحاكم: 2 / 125:
(فقال: ما أراكم تنتهون يا معشر قريش حتى يبعث الله عليكم من يضرب رقابكم على هذا ) أي على الإسلام! وكذا رواه أبو داود: 1 / 611، والبيهقي في سننه: 9 / 229، وكنز