آيات الغدير - مركز المصطفى (ص) - الصفحة ١٣٣
: ما ترون أني صانع بكم؟ قالوا: خيرا، أخ كريم، وابن أخ كريم. قال: اذهبوا فأنتم الطلقاء. ولم يجعل شيئا قليلا ولا كثيرا من متاعهم فيئا. وقد أخبرتك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس في هذا كغيره، فهذا من ذلك، وتفهم فيما أتاك عن النبي صلى الله عليه وسلم، فإن لذلك وجوها ومعاني). انتهى.
وغرض فقهاء الخلافة القرشية من ذلك أن النبي صلى الله عليه وآله لم يجعل أرض مكة فيئا للمسلمين، ولا جعل أهلها عبيدا وموالي لهم، كما هي أحكام الإسلام، بل عفا عنهم وقبل إسلامهم، وهذا لا يجوز لأحد أن يفعله ذلك مع مشركين محاربين! لكنه حكم خاص بالنبي صلى الله عليه وآله.. فهم بذلك يزعمون تكريم الله ورسوله لقريش، بأحكام خاصة وامتيازات عن بقية المشركين!! لكن العقبة الكأداء تبقى أمامهم صفة (الطلقاء) التي ختم بها النبي صلى الله عليه وآله أعناق جميع قريش إلى يوم القيامة.. وهي صفة لا تصح إلا للعبيد المملوكين!
وقد تنبه بعض النواصب إلى أنه لا حل لمشكلة قريش مع أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله ما دام اسم (الطلقاء) وصمة نبوية على جبينهم. فهي تعني أن قريشا صاروا عبيدا شرعيين للنبي صلى الله عليه وآله، وأنه أطلقهم إطلاقا فعليا مع بقاء ملكيتهم له ثم لأهل بيته عليهم السلام، وحتى لو زعم أحد أن النبي أعتقهم فولاؤهم له ولأهل بيته أيضا!
ومن هنا حاولوا إنكار اسم (الطلقاء) من أساسه ليخلصوا أسيادهم القرشيين من صفة الرق الشرعي للنبي وآله صلى الله عليه وآله!!
ومما صادفته في تصفحي، ما ارتكبه الشيخ ناصر الدين الألباني من تعصب مفضوح للقرشيين ، حيث ضعف هذا الحديث! فقال في سلسلة أحاديثه الضعيفة 3 / 307 برقم 1163: (ضعيف.
رواه ابن إسحاق في السيرة: 4 / 31 - 32، وعنه الطبري في التاريخ 3 / 120، ونقله الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية 4 / 300 - 301، ساكتا عليه. وهذا سند ضعيف مرسل، لأن شيخ ابن إسحاق فيه لم يسم، فهو مجهول. ثم هو ليس صحابيا، لأن ابن إسحاق لم يدرك أحدا من الصحابة، بل هو يروي عن التابعين وأقرانه، فهو مرسل، أو معضل. انتهى.
ولا بد أن الألباني المحدث يعرف وجود هذا الحديث ومؤيداته في المصادر الأخرى، ولم ير المحدثين والفقهاء وهم يرسلونه إرسال المسلمات! فمرضه ليس الجهل بالتاريخ والحديث.
(١٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 ... » »»