آيات الغدير - مركز المصطفى (ص) - الصفحة ١٣٦
وفي أثناء هزيمة المسلمين، قامت قريش بعدة محاولات لقتل النبي صلى الله عليه وآله!
! وهو أمر يفتح باب الشك بأن الهزيمة كانت أمرا مدبرا مع قبيلة هوازن!! ونكتفي هنا بذكر ما نقله زعيم بني عبد الدار النضير بن الحارث، الذي سيأتي ذكره في تفسير الآية الثالثة! وقد نقل ذلك عنه محب له ولقريش ولبني أمية، هو ابن كثير الشامي، فقال في سيرته: 3 / 691:
كان النضير بن الحارث بن كلدة من أجمل الناس، فكان يقول: الحمد لله الذي من علينا بالإسلام، ومن علينا بمحمد صلى الله عليه وسلم، ولم نمت على ما مات عليه الآباء، وقتل عليه الأخوة وبنو العم.
ثم ذكر عداوته للنبي صلى الله عليه وسلم وأنه خرج مع قومه من قريش إلى حنين، وهم على دينهم بعد، قال: ونحن نريد إن كانت دائرة على محمد أن نغير عليه، فلم يمكنا ذلك.
فلما صار بالجعرانة فوالله إني لعلى ما أنا عليه، إن شعرت إلا برسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أنضير؟
قلت: لبيك.
قال: هل لك إلى خير مما أردت يوم حنين مما حال الله بينك وبينه؟
قال: فأقبلت إليه سريعا.
فقال: قد آن لك أن تبصر ما كنت فيه توضع!
قلت: قد أدري أن لو كان مع الله غيره لقد أغنى شيئا، وإني أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم زده ثباتا.
قال النضير: فوالذي بعثه بالحق لكأن قلبي حجر ثباتا في الدين، وتبصرة بالحق.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الحمد لله الذي هداه. انتهى.
وأنت تلاحظ أن هذه الكلام يتضمن إقرارا من هذا الزعيم القرشي على نفسه، وإقرار الإنسان على نفسه حجة! ويتضمن ادعاء منه بإيمانه بالله تعالى فقد ذكر أنه تشهد الشهادة الأولى ! ولكن الدعوى لا تثبت بادعاء صاحبها بدون شهادة غيره!
ومهما يكن من أمر إسلامه يومئذ، فقد اعترف زعيم بني عبد الدار صاحب راية قريش وقائد
(١٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 ... » »»