آيات الغدير - مركز المصطفى (ص) - الصفحة ١٤٢
فلاحظ ذلك، فإنه لم يكن بين المدينة ومكة تلفون ولا فاكس يومئذ!!
وسهيل هو الذي انتدبته قريش لمفاوضة محمد صلى الله عليه وآله في الحديبية، وقد أجاد المفاوضة وشدد عليه بالشروط، ولم يقبل أن يكتب في المعاهدة (رسول الله) ووقع الصلح معه نيابة عن كل قريش!
وهو المعروف عند قريش بأنه سياسي حكيم، أكثر من غيره من فراعنتها وهذا يعني أنه وارث أبي الحكم، أي أبي جهل.
وهو أخيرا، من أئمة الكفر الذين أمر الله رسوله صلى الله عليه وآله بقتالهم.. وإعلانه الإسلام تحت السيف لا يغير من إخبار الله وآياته شيئا!
ففي تفسير الصنعاني: 1 / 242: (عن قتادة في قوله (وقاتلوا أئمة الكفر..) هو أبو سفيان بن حرب، وأمية بن خلف، وعتبة بن ربيعة، وأبو جهل، وسهيل بن عمرو). انتهى .
وقد اختار سهيل بن عمرو البقاء في مكة بعد فتحها ودخولها تحت حكم النبي صلى الله عليه وآله ولم يهاجر إلى المدينة كبعض الطلقاء، ولم يطلب من محمد منصبا كما فعل أبو سفيان ، لأن كبرياءه القرشي وتاريخه في الصراع مع النبي صلى الله عليه وآله، يأبيان عليه ذلك!!
ومن كبريائه أنه رفض هدية النبي صلى الله عليه وآله في أيام القحط والسنوات العجاف التي حدثت على قريش بدعاء النبي، فأشفق عليهم وأرسل إليهم مساعدة، وكانت أحمالا من المواد الغذائية، فقبلها أكثرهم وكان سهيل ممن رفضوها!
ولكن سهيلا قبل هدية النبي صلى الله عليه وآله في حنين، ولعل السبب أنها كانت مئة بعير !
إنه تاريخ طويل أسود عند الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله! ولكنه مشرق عند القرشييين ! ومن أجل هذا النسب وهذا التاريخ والصفات، اجتمعت حوله قريش (المسلمة) بعد فتح مكة ، وانضوت تحت زعامته!
فانظر إلى انخداع البسطاء من كتاب السيرة والتاريخ.. وتأمل في مكر عباد زعماء قريش منهم!
(١٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 ... » »»