آيات الغدير - مركز المصطفى (ص) - الصفحة ١٤٧
، وهو ثقة). انتهى.
وهذه الرواية تدل أيضا على أن الحادثة كانت في المدينة!
الثانية: أنهم اعتبروا أن فتح مكة (ودخولهم) في الإسلام لا يعني خضوعهم للنبي صلى الله عليه وآله وذوبانهم في الأمة الإسلامية، بل هو تحالف مع النبي صلى الله عليه وآله ضد أعداء دولته من القبائل التي لم تدخل تحت سيطرتها، وإلى حد ما ضد الروم والفرس.
فهو تحالف الند للند، وإن كان تم فتح مكة بقوة السيف!!
وقد عملوا بزعمهم بهذا التحالف، فحاربوا معه صلى الله عليه وآله في حنين، فعليه الآن أن يعترف بكيانهم القرشي المستقل!
وقد اختاروا أول مطلب لهم أو علامة على ذلك: أن يعيد هؤلاء الفارين إليه من أبنائهم وعبيدهم! يعيدهم من دولته إلى.. دولتهم!!
الثالثة: أن القرشيين الذين هاجروا مع النبي صلى الله عليه وآله - ما عدا بني هاشم - وافقوهم على ذلك! فهذا أبو بكر بن أبي قحافة التيمي، وعمر بن الخطاب العدوي يؤيدان مطلب قريش مئة بالمئة!!
وتتفاوت الروايات هنا في التصريح بتأييد أبي بكر وعمر على مطلب قريش، فبعضها كما رأيت في رواية الحاكم الصحيحة ينص على أن أبا بكر قال (صدقوا يا رسول الله!) وقال عمر مثل قوله: صدقوا يا رسول الله، ردهم إليهم!!
وبعضها لا تذكر تصديقهما لمطلب قريش وشهادتهما بأنه حق، بل تقتصر على سؤالهما إن كانا هما الذين سيبعثهما الله ورسوله لتأديب قريش! كما في رواية الترمذي المتقدمة، وكما في مستدرك الحاكم: 3 / 122، وكما في مجمع الزوائد: 9 / 134 و: 5 / 186، وقال ( رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح).
وقد غير بعض رواة قريش (الأذكياء) اسم الشيخين إلى (ناس)! ففي مستدرك الحاكم:
2 / 125: (فقال ناس: صدقوا يا رسول الله، ردهم إليهم، فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم!!).
وكذا في كنز العمال: 10 / 473: (وقال الهندي عن مصادره: أبو داود وابن جرير وصححه ، ق ض).
(١٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 ... » »»