أكلوا العظام والكلاب والعلهز. ثم أتى أبو سفيان يشفع عنده في أن يدعو الله لهم، فدعا لهم فرفع ذلك عنهم!!). انتهى.
ومشكلة ابن كثير أنه يحب رائحة آل أبي سفيان، وإلا فهو مؤلف في السيرة والتاريخ، يعرف أن مجيء أبي سفيان كان بعد أن أشفق النبي صلى الله عليه وآله على حالة قريش، وأرسل إليهم بأحمال من المواد الغذائية وبعض الأموال لعلهم يستكينوا لله تعالى ويؤمنوا به وبرسوله!! وبعد أن اعتدى بنو بكر حلفاء قريش على خزاعة حلفاء النبي وجده عبد المطلب .. وقتلوا منهم، وأعانتهم قريش على الخزاعيين، رغم الهدنة الموقعة بينهم وبين النبي !
فاغتنمت قريش لفتة القلب النبوي الرحيم، وأنكرت تحريض بني بكر ومساعدتهم، وبعثت أبا سفيان إلى النبي صلى الله عليه وآله تتبرأ له من نقضها للهدنة، وحملته مشروع تمديد للصلح، من نوع مشاريع السلام الإسرائيلية في عصرنا، فرفضه النبي صلى الله عليه وآله ، فذهب أبو سفيان إلى علي وفاطمة عليهما السلام يرجوهما التوسط إلى النبي صلى الله عليه وآله فلم يقبلا وعرض عليهم أن يكون هذا (الصلح) باسم الحسن والحسين عليهما السلام ليكون فخرا لهما في العرب، فقالا: إنا لا نجير أحدا على رسول الله صلى الله عليه وآله !!
قال المفيد في الإرشاد: 1 / 132:
(فصل: ولما دخل أبو سفيان المدينة لتجديد العهد بين رسول الله صلى الله عليه وآله وبين قريش، عندما كان من بني بكر في خزاعة وقتلهم من قتلوا منها، فقصد أبو سفيان ليتلافى الفارط من القوم، وقد خاف من نصرة رسول الله صلى الله عليه وآله لهم، وأشفق مما حل بهم يوم الفتح. فأتى النبي صلى الله عليه وآله وكتمه في ذلك، فلم يردد عليه جوابا . فقام من عنده، فلقيه أبو بكر فتشبث به وظن أنه يوصله إلى بغيته من النبي صلى الله عليه وآله فسأله كلامه له، فقال: ما أنا بفاعل لعلم أبي بكر بأن سؤاله في ذلك لا يغني شيئا. فظن أبو سفيان بعمر بن الخطاب ما ظنه بأبي بكر فكتمه في ذلك، فدفعه بغلظة وفضاضة كادت أن تفسد الرأي على النبي صلى الله عليه وآله. فعدل إلى بيت أمير المؤمنين عليه السلام فاستأذن عليه، فأذن له وعنده فاطمة والحسن والحسين عليهم السلام فقال له: يا