آيات الغدير - مركز المصطفى (ص) - الصفحة ١٢٨
لابن أخيه النبي صلى الله عليه وآله ليبلغ رسالة ربه بكامل حريته، وهدد قريشا بالحرب إن هي مست منه شعرة! ووقف في وجه مؤامراتها ضده، وأطلق قصائده في فضح زعمائها، حتى طعن في أنسابهم إلى إسماعيل.. فسارت بشعره الركبان يمدح فيه محمدا صلى الله عليه وآله ، ويهجو زعماء قريش ويسمي زعيم مخزوم أبا الحكم (أحيمق مخزوم) كما سماه ابن أخيه محمد (أبا جهل)!!
ونشط الزعماء القرشيون في مقاومة النبوة بأنواع الإغراءات والتهديدات لأبي طالب وابن أخيه محمد صلى الله عليه وآله.. ففشلوا!
ثم اتخذوا قرارا باضطهاد المسلمين الذين تطالهم أيديهم من غير بني هاشم، فهرب أكثرهم إلى الحبشة.. وفشل زعماء قريش!
ثم اتخذوا قرارا بالإجماع وضموا إليهم بني كنانة، بعزل كل بني هاشم ومقاطعتهم مقاطعة تامة شاملة، وحصروهم في شعبهم ثلاث سنوات أو أربع فأفشل الله محاصرتهم بمعجزة!
وما أن فقد بنو هاشم رئيسهم أبا طالب، حتى اتخذ زعماء قريش قرارا بالإجماع بقتل محمد صلى الله عليه وآله، الذي بقي بزعمهم بلا حام ولا ناصر.. فأفشل الله كيدهم ونقل رسوله إلى المدينة التي أسلم أكثر أهلها، وهي تقع على طريق شريانهم التجاري، وتهددهم بقطع تجارتهم مع الشام ومنطقتها!
وحاول القرشيون أن يضغطوا على أهل المدينة بالإغراء، والوعيد، ومكائد اليهود.. ولكنهم فشلوا، لأن المدينة صارت في يد النبي صلى الله عليه وآله.. فقرروا دخول الحرب مع ابن بني هاشم، وحاربوه في بدر، وأحد، والخندق.. ففشلوا!
وحاربوه باليهود، واستنصروا عليه بالفرس والروم.. ففشلوا!
وما هو إلا أن فاجأهم محمد صلى الله عليه وآله في السنة الثامنة من هجرته فدخل عليهم عاصمتهم مكة، بجيش من جنود الله لا قبل لهم به! فاضطروا أن يعلنوا إلقاء سلاحهم، والتسليم للنبي صلى الله عليه وآله!
وقام أهل مكة سماطين ينظرون إلى دخول رسول الله صلى الله عليه وآله وجيشه.. وتقدم براية الفتح بين يديه شاب أنصاري من قبيلة الخزرج اليمانية هو عبد الله بن رواحة، وهو ينشد للفراعنة:
(١٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 ... » »»