آيات الغدير - مركز المصطفى (ص) - الصفحة ١٤٤
أحدا من بني هاشم.. لذلك قام قادتها وفي مقدمتهم سهيل بن عمرو بأنشطة متعددة، كان من أبرزها محاولة جريئة مع النبي صلى الله عليه وآله!!
فقد كتب إليه سهيل بن عمرو، ثم جاء على رأس وفد، طالبين منه أن يرد (إليهم) عددا من أبنائهم وعبيدهم، الذين تركوا مكة أو مزارع قريش في الطائف، وهاجروا إلى النبي صلى الله عليه وآله ليتفقهوا في الدين، عملا بالآية القرآنية: (فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين وينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم..) الآية .
قال سهيل للنبي صلى الله عليه وآله نحن اليوم حلفاؤك، فقد انتهت الحرب بيننا وتصالحنا ، وأنا الذي وقعت الصلح السابق معك في الحديبية! وهؤلاء أولادنا وعبيدنا هربوا منا وجاؤوك، ولم يأتوك ليتفقهوا في الدين كما زعموا ثم إن كانت هذه حجتهم فنحن نفقههم في الدين، فأرجعهم إلينا!!
ومعنى هذا الطلب البسيط من زعيم قريش الجديد: أن قريشا حتى بعد فتح مكة واضطرارها إلى خلع سلاحها وإسلامها تحت السيف.. لا تعترف بالحاكم الشرعي لمكة الذي عينه النبي صلى الله عليه وآله، بل وتريد من النبي صلى الله عليه وآله الاعتراف بأنها وجود سياسي مستقل ، في مقابل النبي صلى الله عليه وآله ودينه ودولته! وإليك نصوص القصة:
روى الترمذي في: 5 / 298:
(عن ربعي بن حراش قال: أخبرنا علي بن أبي طالب بالرحبة فقال: لما كان يوم الحديبية خرج إلينا ناس من المشركين فيهم سهيل بن عمرو وأناس من رؤساء المشركين، فقالوا يا رسول الله: خرج إليك ناس من أبنائنا وإخواننا وأرقائنا، وليس لهم فقه في الدين، وإنما خرجوا فرارا من أموالنا وضياعنا، فارددهم إلينا فإن لم يكن لهم فقه في الدين سنفقههم .
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا معشر قريش لتنتهن أو ليبعثن الله عليكم من يضرب رقابكم بالسيف على الدين، قد امتحن الله قلوبهم على الإيمان! قالوا: من هو يا رسول الله؟
فقال له أبو بكر: من هو يا رسول الله؟
(١٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 ... » »»