أبي سرح، والتي طلب فيها قتل محمد بن أبي بكر وصحبه.
ولما انكشف أمر تلك الرسالة الخطيرة الموقعة بختم عثمان بن عفان والموجودة بيد خادمه الذاهب إلى مصر على ناقة الخليفة أنكر عثمان ذلك! (1) ولو سلمنا بأن أبا بكر أوصى إلى عمر بن الخطاب بقرائن مختلفة يبقى الموضوع الأخطر في مكانه ألا وهو اغتيال أبي بكر وطبيبه وعتاب بن أسيد وعزل أتباع أبي بكر وقتلهم.
والصورة تكون على رأي هؤلاء على وجهين:
* أوصى أبو بكر لعمر في بداية عهده بالخلافة من خلال قرائن وأدلة مختلفة مثل تعيينه أميرا للحاج في السنة الأولى، وكونه وزيرا له في إدارة الدولة، وما دام أبو بكر لم يوص في السنة الثانية من خلافته فيكون عمر هو الخليفة الموضوعي لأبي بكر.
* والوجه الثاني أن أبا بكر أوصى فعلا في نهاية عمره إلى عمر بن الخطاب ودليل ذلك وصيته إليه (المكتوبة بيد عثمان بن عفان) وقرائن أخرى.
فإذا كان أبو بكر قد أوصى إلى عمر بن الخطاب فلماذا قتلوه؟
الجواب: إن المشكلة الأصلية تكمن في رفض عمر وعثمان قضية الانتظار إلى حين وفاة أبي بكر.