دام الامر إلى مقادير الله سبحانه ترفع الوضيع، وتغني الفقير، وتفقر الغني، وتمرض السليم، وتشفي السقيم فعلام السكون إلى العطاء، واليأس في البلاء؟
وقال: " الهي أمرت بالرجوع إلى الآثار، فارجعني إليك بكسوة الأنوار، وهداية الاستبصار، حتى ارجع إليك منها، مصون السر عن النظر إليها، ومرفوع الهمة عن الاعتماد عليها، انك على كل شئ قدير ".
يقول: الهي انك خلقت الكائنات، وهي تدل عليك من كبيرها إلى صغيرها، وأمرتنا بالنظر فيما أودعته فيها من الحكمة وبدائع الصنع والتكوين، لتحصل لنا المعرفة من طريقها بقدرتك وعظمتك، ولكنا نسألك أن تهبنا نورا واستبصارا من عندك، لنؤمن بك مباشرة دون أن نرجع إلى الآثار من خلق السماوات والأرض، حتى إذا رأيناها لم نزدد معرفة ويقينا بك، بل يكون رجوعنا إليها كخروجنا منها، لأنها لم تفتح لنا أبوابا جديدة للايمان بك بعد أن زودت قلوبنا بالنور والسكينة.
وهذا هو سبيل الصوفية الذي ينتهي بالانسان إلى الايمان بالله عن طريق القلب لا عن طريق العقل وأقيسته المنطقية.