القاديانية - سليمان الظاهر العاملي - الصفحة ٦٩
ورجالا تفوقوا بعلوم * وعقول وفطنة ورويه حاربوا الجهل باليراع وشادوا * يوم قاموا " المقاصد الخيرية " أيدوا الدين بالكتابة فاسأل * صحف القوم بالبلاد القصيه هي تتلو آيات ذكر حميد * " لسليمان " ذي العلى والحمية شيد الدين و " الذخيرة " منه * شاهد ناطق بحسن الطويه (1) وعده المؤرخ اللبناني يوسف أسعد داغر أحد الثالوث الذي انطلقت منه النهضة العلمية والاجتماعية الحديثة، والآخران هما الشيخ أحمد رضا والشيخ أحمد عارف الزين (2).

(١) شعراء الغري: ٨ / ٣٧٩.
(٢) مصادر الدراسة الأدبية: ٢ / ٣٩٣. والزين من الشخصيات العلمية والأدبية في العالم العربي والاسلامي، وقد شارك أستاذيه الظاهر ورضا في جهادهما الأدبي والوطني، ونال من ظلم الأتراك والفرنسيين ما ناله أمثاله من المخلصين والغيارى، وله مؤلفات عديدة في مختلف المواضع، وقد برهن على رجولة وتفان في سبيل نشر الوعي والثقافة في ثباته وصموده في مواقفه الوطنية وخدماته الأدبية في مختلف أدوار حياته، ولم تستطع السلطات المتعاقبة إيقاف مسيرته وحرفه عن الطريق المستقيمة الواضحة، ولم تفت في عضده محاولات الحاكمين ومحاربة المأجورين في شراء ذمته، ومجلته " العرفان " التي تجاوز عمرها نصف قرن ولم تتوقف عن الصدور في أصعب الظروف وأشد الأزمات أكبر دليل على إخلاصه في رسالته، وهي مدرسة كبرى للكثيرين، ودائرة معارف لا يستغني عنها أحد من المثقفين.
ولد عام ١٣٠١ ه‍ = ١٨٨٣ م وتوفي في (٢٢) ربيع الأول ١٣٨٠ ه‍ = ١٥ تشرين الأول ١٩٦٠ م وأقيم له احتفال ضخم أبنه فيه رجال العلم والأدب والوطنية، ونشرت مجلته معظم ما قيل فيه ولا تزال مستمرة في الصدور بإشراف ولده الأستاذ نزار الزين حفظه الله، وقد أرخت وفاته بقولي:
قضى " العارف " الحر نحبا فذي * نوادي الفخار له ناغيه وخلف " عرفانه " بعده * منارا لأجيالنا الآتية سننشره رغم أنف الزمان * فذكراه في طيها باقيه فيا نفس حر حظت بالخلود * بتاريخها " فارجعي راضية " ومما تجدر الإشارة إليه أن الزين عندما زار العراق عام ١٣٧٤ ه‍ = ١٩٥٥ م كنت مريضا، فزارني مع جماعة منهم أستاذي الأكبر الإمام الطهراني، والحجة الشيخ محمد جواد الجزائري، وشيخ العراقين آل كاشف الغطاء صاحب مجلة " الغري " والأستاذ محمد علي البلاغي مدير " مصرف الرافدين " وصاحب مجلة " الاعتدال " وغيرهم، وسجل كلمة في مجموعة خاصة كنت أجمع فيها خطوط من ألتقي به من النابهين، وقد أشار الإمام إلى تلك الزيارة في ترجمته للزين - طبقات أعلام الشيعة: ١ / ١٢٨ - ولما عاد إلى لبنان وقرر إصدار عدد خاص عن العراق وصلتني منه ودعوة للمشاركة فيه، فكتبت له مقالا تحت عنوان " الاخلاص دعامة الخلود " قارنت فيه بين الإمامين الطهراني والأمين، وبين موسوعتيهما " الذريعة إلى تصانيف الشيعة " و " أعيان الشيعة " وأشرت إلى سبق الأول في هذا الميدان باعتراف صاحب الأعيان، وجهده الذي لا يشبهه جهد، وميزاته الكبرى التي أشاد بها رجال الاختصاص في الببليوغرافيا في الشرق الأوسط، أشدت كذلك بأهمية موسوعة الإمام الأمين وسعيد المشكور وفضله الكبير على الباحثين والمؤرخين.. فلا حظ صاحب " العرفان " في المقال تفضيل عمل الطهراني في " الذريعة " على عمل الأمين في " الأعيان " وبعد ما بين العملين من الفوارق... فعز عليه أن يعترف بذلك ويعلنه، وأهمل المقال، وقال في الملاحظات التي ختم العدد: إن المقال وصل بعد الانتهاء من قسم المقالات، وشكر الكاتب واعتذر إليه!
رحم الله سيدنا الأمين وصديقنا الزين وحفظ شيخنا الطهراني، وجزاهم خير الجزاء على ما قدموه لأمتهم من خدمات كبيرة وأياد بيضاء خالدة مدى الدهر.
(٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 63 64 65 67 68 69 70 71 72 73 74 ... » »»
الفهرست