القاديانية - سليمان الظاهر العاملي - الصفحة ٥٧
عامل في ذلك الوقت خليل الأسعد، والشيخ علي الحر، وقد رحبا بالفكرة وحبذا العمل لها ووعدا بمناصرتها، وقد استمرت عامين ثم دخلتها عناصر غير صالحة كان يظن بها الخير يوم طلبت الانضمام إليها ثم خاب الظن، وطرأت على البلاد أحوال سياسية دعت الدولة إلى أن تحشد طائفة من عسكر الرديف في " النبطية " و " مرجعيون " فتوقفت الجمعية.
وعندما أعلن الدستور العثماني سنة 1326 ه‍ = 1908 م رأى المترجم له وزملاؤه في النبطية أن الفرصة قد سنحت لتأليف جمعية خيرية عاملية تعمل على حفظ الإخاء والألفة بين طوائف البلاد من مسلمين ومسيحيين في ذلك الانقلاب السياسي، وعرضوا ذلك على محمود الفضل فرحب بالفكرة، وعقدوا اجتماعا عاما في داره واستدعي " الأرسمندريت أثناسيوس الصائغ " الرئيس الروحي للكاثوليك في " النبطية " للاشتراك في تأسيس تلك الجمعية واختيار الأكفاء من أبناء طائفته، وأبلغ " محمود الفضل " خبرها فورا إلى " كامل الأسعد " فأحب أن يكون هذا العمل على يده وصادرا عنه، وأرسل إلى أنحاء جبل عاملة يدعو علماءه وأعيانه لاجتماع يعقد في داره ب‍ " الطيبة " وتم الاجتماع وكان حافلا، وتقرر فيه إنشاء ثلاثة فروع لها، فرع قضاء " صيدا " ومركزه " النبطية "، وانتدب الترجم له وزميلاه رضا وجابر لوضع قانون تلك الجمعية، وتألف فرع " النبطية " من أربعة وعشرين عضوا، ولكن فرعي صور ومرجعيون لم يؤلفا ولم يطالب بهما أحد، ومشى فرع النبطية نحو شهر صدر وفي أثنائه الأمر بانتخاب النواب لمجلس المبعوثين العثماني، وهو أول مجلس يؤلف بعد إعلان الدستور، فاشتغل القوم بأمر الانتخابات واختلفت آراؤهم، وانسحب من الأعضاء تسعة أولهم الرئيس ونائبه، واستمسك الباقون بأمرهم ريثما يرجع المنشقون إلى حظيرة الجمعية مدة، وكانت النتيجة إلغاء الجمعية.
وفي 14 جمادى الأولى سنة 1314 ه‍ = كانون الثاني سنة 1923 م دعاه رئيس المجلس الأعلى في القدس لعضوية اللجنة التي أسست في القدس الشريف لإنشاء " دار الكتب في المسجد الأقصى " وجاء في كتاب الدعوة ما
(٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 ... » »»
الفهرست