القاديانية - سليمان الظاهر العاملي - الصفحة ٧١
وفاته:
قضى شيخنا الظاهر عمره الشريف في خدمة العلم والأدب والدين والوطن، ولم يبخل بجهد أو مال في سبيل ذلك مطلقا، بل كان عونا لكل عامل في مجال الاصلاح والخدمة العامة، ولم تؤسس جمعية أو يفتح ناد أو تؤلف لجنة إصلاحية، أو تقوم حركة لخدمة الأمة والمجتمع إلا كان عضوا عاملا فيها وساعيا للنهوض بها ودعمها بمختلف الوسائل الممكنة والطرق الناجحة، وقد بلغ التسعين من العمر وهو دائب على ذلك لم يقعد به الكبر أو يحول دونه العجز، بل كان يعمل بهمة ابن العشرين، إلى أن قعد به المرض وأثقلته عوارض الشيخوخة، فانتقل إلى رحمة الله ورضوانه يوم الاثنين (16) جمادى الثانية سنة 1380 ه‍ = 5 / 12 / 1960 م، فخسرت به لبنان والعرب والمسلمون أحد شيوخ الصلاح والاصلاح، وانهارت بفقده دعامة من أكبر دعائم النهضة الاجتماعية، وركن من أهم أركان العلم والفضيلة، وشيع بإكبار وإعظام من قبل الشعب والحكومة ومختلف الزعامات المذهبية، ونعته الإذاعات العربية والاسلامية، وأبنته صحف البلاد كافة، ودفن في مقبرة النبطية بين الدموع والحسرات، ورثاه وأبنه غير واحد من رجال العلم والأدب والسياسة والصحافة، وظلت الصحافة تشيد به وتنشر عنه مدة، وأقيم له حفل أربعيني في " النادي الحسيني " في النبطية في صباح يوم الأحد 27 رجب سنة 1380 ه‍ = 15 / 1 / 1961 م حضره الكبراء والعظماء والنابهون من أبناء الطوائف والأديان، وكان حاشدا بمختلف الطبقات. وكان من جملة مؤبنيه الأعلام الشيخ محمد جواد مغنية، والشيخ محمد علي الزغبي، والسيد عبد الرؤوف الأمين، والدكتور علي بدر الدين، وختم الحفل نجله الأستاذ أحمد بقصيدة في رثائه، ونشرت مواد الحفل في المجلات والصحف اللبنانية، ووصلني الكثير منها، فرأيت صور الاحتفال الضخم وقرأت ما برهن على مكانته وتقديره عند قومه، ولا غرابة في تكريم وتقييم بلد الإشعاع لرجاله، وقد أرخت لوفاته بقولي:
أظلم أفق العلم لما نعت * شيخ رجال الفضل لبنان
(٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 65 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 ... » »»
الفهرست