القاديانية - سليمان الظاهر العاملي - الصفحة ٧٢
قد أثكل الفصحي فنادت شجي: * عني تناءى اليوم " سحبان " واهتز عرش الشعر لما قضى * من كان دوما فيه يزدان فيه الجحى ريع فأرخت " قل: * للخلد قد سار سليمان " وأبنته في مجلتي فقلت: " انتقل إلى رحمة الله سماحة العلامة الجليل والأديب الكبير الشيخ سليمان ظاهر النباطي... فخسرت به دنيا العرب والإسلام أحد رجالها الأفذاذ وأعلامها المبرزين... والحقيقة أن العلامة الظاهر من أكبر الشخصيات الإسلامية العربية في عصرنا الحاضر في مختلف النواحي، فهو رجل علم وأدب، ووطنية ونضال، وتضحية وجهاد، وهو من الذين بذروا اليقظة الوطنية في القطر اللبناني منذ العهد العثماني، وقد طورد من قبل السلطات الغاشمة وسجن وشرد، ونجا من مشنقة جمال السفاح مع مفر من زملائه، وذهب الباقون ضحية البطش والخيانة.
أما مكانته العلمية والأدبية فهي في غني عن المدح والاطراء. وأما جبل عامل فهو مدين للرجل بصورة خاصة، فقد رفع وزميليه - رضا وعارف - اسمه عاليا وشاد كيانه ونشر تاريخه وكشف خصائصه وميزاته، وترجم لرجاله وأمرائه وما اختصهم الله به من علم وحكمة، وقد سجل اسمه في تاريخه بحروف بارزة.
... إن فقد العلامة الظاهر خسارة كبيرة مني بها المسلمون والعرب، فنرجو الله أن يتغمده برحمته الواسعة ويجزل أجره، وأن يهيئ من يسد الثلمة التي شغرت بوفاته، وتعازينا لأسرته وأصدقائه وأولاده، ولا سيما نجله الشاعر الأستاذ أحمد ظاهر ونرجو الله أن يحفظه ويجعله خير خلف لخير سلف " (1).
آثاره العلمية والأدبية:
من المعروف والمألوف أن يكون نصيب رجال الفكر الذين يبتلون بالزعامة الدينية ويشتغلون بالخدمات الاجتماعية، أو ينصرفون إلى الخوض في

(١) المعارف / العدد 10 / الس 2 / 125 - 127. وقد نشرت في العدد قصيدة ولده وكلمة الأستاذ تركي كاظم جودة عنه.
(٧٢)
مفاتيح البحث: الوسعة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 ... » »»
الفهرست