قال سيدنا المرتضى علم الهدى قدس سره في الشافي في رد كلام قاضي القضاة في خبر الإحراق ما هذا لفظه عليه الرحمة: خبر الإحراق قد رواه غير الشيعة ممن لا يتهم على القوم، وإن دفع الروايات من غير حجة لا يجدي شيئا (8).
فروى البلاذري وحاله في الثقة عند العامة والبعد عن مقاربة الشيعة والضبط لما يرويه معروفة عن المدائني، عن سلمة بن محارب، عن سلمان الليثي (9)، عن ابن عون:
إن أبا بكر أرسل علي عليه السلام، يريده الجبر على البيعة فلم يبايع، فجاء عمر ومعه قبس، فلقيته فاطمة على الباب، فقالت: يا ابن الخطاب أتراك محرقا علي داري؟ قال:
نعم، وذلك أقوى فيما جاء به أبوك وجاء علي فبايع (10).
وهذا الخبر قد روته الشيعة من طرق كثيرة، وإنما الطريف أن يرويه شيوخ محدثي العامة.
وروى إبراهيم بن سعيد الثقفي بإسناده، عن جعفر بن محمد عليهما السلام قال: والله ما بايع علي عليه السلام حتى رأى الدخان قد دخل بيته (11).
وقال السيد ابن طاوس في كشف المحجة في ذكر أبي بكر وتخلفه عن جيش أسامة: وغصبه الخلافة يوم السقيفة، وأقول: وما كفاه ذلك حتى بعث عمر إلى باب أبيك علي وأمك فاطمة عليهما السلام، وعندهما العباس وجماعة من بني هاشم وهم مشغولون بموت جدك محمد صلى الله عليه وآله والمآتم والمصائب العظام فأمر أن يحرقوا بالنار إن لم يخرجوا للبيعة على ما ذكره صاحب كتاب العقد الفريد في الجزء الرابع منه وجماعة ممن لا يتهم في روايتهم وهو شئ لم يبلغ إليه أحد فيما أعلم قبله ولا بعده، من الأنبياء والأوصياء ولا الملوك المعروفين بالقوة والجفاء ولا ملوك الكفار، أنهم بعثوا من يحرقوا الذين تأخروا عن بيعتهم بحريق النار مضافا إلى تهديد القتل