من كلام ابن قتيبة (5).
وقال أبو عمرو أحمد بن محمد الغرطبي المرواني المالكي المشهور بابن عبد ربه الأندلسي المتوفى سنة ثمانية وعشرين بعد ثلثمأة وهو من أكابر علماء السنة في المجلد الثاني من كتاب العقد الفريد وهو من الكتب الممتعة ما هذا لفظه: الذين تخلفوا عن بيعة أبي بكر، فأما علي والعباس والزبير، فقعدوا في بيت فاطمة " عليها السلام " حتى بعث إليهم أبو بكر عمر بن الخطاب ليخرجهم من بيت فاطمة " عليها السلام "، فقال له: إن أبوا فقاتلهم، فأقبل بقبس من نار على أن يضرم عليهم الدار، فلقيته فاطمة " عليها السلام " فقالت: يا ابن الخطاب أجئت لتحرق دارنا: قال: نعم أو تدخلوا فيما دخلت فيه الأمة، فخرج علي " عليه السلام " حتى دخل علي أبي بكر فبايعه، إنتهى (6).
وذكر المسعودي في مروج الذهب في أخبار عبد الله بن الزبير أنه عمد إلى من بمكة من بني هاشم، فحصرهم في الشعب وجمع لهم حطبا عظيما، لو وقعت فيه شرارة من نار لم يسلم من الموت أحد، وفي القوم محمد بن الحنفية، ثم ذكر مجئ أبي عبد الله الجدلي في أربعة آلاف من الكوفة من قبل المختار واستخراجهم بني هاشم من الشعب.
قال المسعودي: وحدث النوفلي في كتابه في الأخبار عن ابن عائشة عن أبيه، عن حماد بن سلمة، قال: كان عروة بن الزبير يعذر أخاه إذا جرى ذكر بني هاشم وحصره إياهم في الشعب وجمعه الحطب لتحريقهم ويقول: إنما أراد بذلك إرهابهم ليدخلوا في طاعته كما أرهب بنو هاشم وجمع لهم الحطب لإحراقهم إذ هم أبوا البيعة فيما سلف، وهذا خبر لا يحتمل ذكره هنا وقد أتينا على ذكره في كتابنا في مناقب أهل البيت وأخبارهم المترجم بكتاب حدائق الأذهان، إنتهى (7).