ينجينا منه إلا ثلاث خصال، احديها: أنه واحد لا ناصر له، والثانية: أنه يتبع (22) فينا وصية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، والثالثة: فما من هذه القبائل أحد إلا وهو يتخضمه كتخضم ثنية الإبل أوان الربيع، فتعلم لولا ذلك لرجع الأمر إليه ولو كنا له كارهين، أما إن هذه الدنيا أهون علي من لقاء أحدنا الموت الخ (23).
(ذكر خطبة فاطمة الزهرا عليها السلام) الاحتجاج، روى عبد الله بن الحسن بإسناده عن آبائه عليهم السلام إنه: لما أجمع أبو بكر [وعمر] على منع فاطمة عليها السلام فدكا وبلغها ذلك، لاثت (24) خمارها على رأسها، أو اشتملت بجلبابها (25) وأقبلت في لمة من حفدتها ونساء قومها وتطأ ذيولها ما تخرم مشيتها مشية رسول الله صلى الله عليه وآله حتى دخلت على أبي بكر وهو في حشد من المهاجرين والأنصار وغيرهم.
فنطيت (26) دونها ملائة، فجلست، ثم أنت أنة أجهش (27) القوم لها بالبكاء، فارتج المجلس، ثم أمهلت هنيئة حتى إذا سكن نشيج القوم وهدأت فورتهم افتتحت الكلام بحمد الله والثناء عليه والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وآله فعاد القوم في بكائهم، فلما أمسكوا عادت في كلامها، فقالت صلوات الله عليها:
الحمد لله على ما أنعم وله الشكر على ما ألهم والثناء بما قدم من عموم نعم