من أبي بكر وعمر ولم يقدروا على إلزامه كإلزامهم لغيره لكثرة أقوامه من الخزرج فاحترزوا عن فتنتهم ولما وصل حكومة أهل الإسلام إلى عمر مر ذات يوم سعد على سوق المدينة فوقع عليه نظر عمر وقال له: ادخل يا سعد في بيعتنا أو اخرج من هذا البلد.
فقال سعد: حرام علي أن أكون في بلد أنت أميره، ثم خرج من المدينة إلى الشام وكانت له قبيلة كثيرة في نواحي دمشق، كان يعيش في كل أسبوع عند طائفة منهم، ففي تلك الأيام كان يذهب يوما من قرية إلى أخرى فرموه من وراء بستان كان على طريقه بسهم فقتل. إنتهى.
وعن البلاذري، إن عمر بن الخطاب أشار إلى خالد بن الوليد ومحمد بن مسلمة الأنصاري بقتله، فرماه كل منهم بسهم فقتل، ثم أوقعوا في أوهام الناس أن الجن قتلوه، ووضعوا هذا الشعر على لسانهم:
قد قتلنا سيد الخزرج سعد بن عبادة * فرمينا بسهمين فلم نخطأ فؤاده وروى ابن أبي الحديد عن أبي بكر أحمد بن عبد العزيز، بإسناده عن القسم ابن محمد قال: لما توفي النبي صلى الله عليه وآله اجتمعت الأنصار إلى سعد بن عبادة فأتاهم أبو بكر وعمر وأبو عبيدة، فقال الحباب بن المنذر: منا أمير ومنكم أمير، أنا والله لأتنفس هذا الأمر عليكم أيها الرهط، ولكنا نساف (نخاف خ) أن يليه بعدكم من قتلنا أبنائهم وآبائهم وإخوانهم. الخبر.
قال ابن أبي الحديد: قرأت هذا الخبر على أبي جعفر يحيى بن جعفر العلوي قال: لقد صدقت فراسة الحباب بن المنذر، فإن الذي خافه وقع يوم الحرة وأخذ من الأنصار ثار المشركين يوم بدر.
ثم قال لي رحمه الله: ومن هذا خاف أيضا رسول الله صلى الله عليه وآله على ذريته وأهله، فإنه صلى الله عليه وآله كان قد وتر الناس وعلم أنه إن مات وترك ابنته وولدها سوقة ورعية تحت أيدي الولاة كانوا بعرض خطر عظيم، فما زال يقرر لابن