والعباس متوافران على النظر في أمره فنادى:
بني هاشم: لا تطمعوا الناس فيكم ولا سيما تيم بن مرة أو عدي فما الأمر إلا فيكم وإليكم وليس لها إلا أبو حسن علي أبا حسن فاشدد بها كف حازم فإنك بالأمر الذي ترتجي ملي ثم نادى بأعلى صوته: يا بني هاشم يا بني عبد مناف، أرضيتم أن يلي عليكم أبو فصيل الرذل بن الرذل! أما والله لو شئتم لأملأنها عليهم خيلا ورجلا، فناداه أمير المؤمنين عليه السلام: إرجع يا أبا سفيان فوالله ما تريد الله بما تقول وما زلت تكيد الإسلام وأهله ونحن مشاغيل برسول الله (ص) وعلى كل امرئ ما اكتسب وهو ولي ما احتقب (2).
فانصرف أبو سفيان إلى المسجد، فوجد بني أمية مجتمعين فيه، فحرضهم على الأمر ولم ينهضوا له، وكانت فتنة عمت، وبلية شملت، وأسباب سوء اتفقت، تمكن بها الشيطان وتعاون فيها أهل الإفك والعدوان، فتخاذل في إنكارها أهل الإيمان، وكان ذلك تأويل قول الله عز وجل * (واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة) * (3) (4).