ينظرون إليهما (1).
الثالث: ثاقب المناقب عن عاصم بن شريك عن أبي البختري عن أبي عبد الله الصادق عن آبائه (عليهم السلام) قال: أتى أمير المؤمنين منزل عائشة فنادى: يا فضة ايتنا بشئ من ماء نتوضأ، فلم يجبه أحد فولى عن الباب يريد منزل الموفقة السعيدة الحوراء الإنسية فاطمة (عليها السلام) فإذا هو بهاتف يهتف ويقول: يا أبا الحسن دونك الماء فتوضأ به فإذا هو بإبريق من ذهب مملوء ماء عن يمينه فتوضأ ثم عاد الإبريق إلى مكانه فلما نظر إليه رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: يا علي ما هذا الماء الذي أراه يقطر كأنه الجمان؟ قلت: بأبي وأمي أتيت منزل عائشة فدعوت فضة تأتينا بماء للوضوء ثلاثا فلم يجبني أحد فوليت فإذا بهاتف يهتف وهو يقول: يا علي دونك الماء فالتفت فإذا أنا بإبريق من ذهب مملوء ماء فقال: يا علي تدري من الهاتف؟ ومن أين كان الإبريق؟ فقلت: الله ورسوله أعلم، فقال: أما الهاتف فحبيبي جبرئيل، وأما الإبريق فمن الجنة، وأما الماء فثلث من المشرق وثلث من المغرب وثلث من الجنة، وهبط جبرائيل (عليه السلام) فقال: يا رسول الله (صلى الله عليه وآله) الله يقرئك السلام ويقول لك: اقرأ عليا السلام وقل: إن فضة كانت حائضا فقال النبي (صلى الله عليه وآله): منه السلام وإليه يعود مرد السلام وإليه طيب الكلام، ثم التفت إلى علي فقال: حبيبي علي هذا جبرئيل أتانا من عند رب العالمين وهو يقرئك السلام ويقول: إن فضة كانت حائضا فقال علي: اللهم بارك لنا في فضتنا (2).
الرابع: ابن شهرآشوب في المناقب عن ابن عباس وحميد الطويل عن أنس بن مالك قال: صلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فلما ركع أبطأ في ركوعه حتى ظننا أنه نزل عليه وحي فلما سلم واستند بالمحراب نادى: أين علي بن أبي طالب، وكان في آخر الصف يصلي فأتاه فقال: يا علي ألحقت الجماعة فقال: يا نبي الله عجل بلال الإقامة فناديت الحسن بوضوء فلم أر أحدا فإذا بهاتف يهتف: يا أبا الحسن أقبل عن يمينك فالتفت فإذا أنا بقدس من الذهب مغطى بمنديل أخضر معلقا فرأيت ماء أشد بياضا من الثلج وأحلى من العسل وألين من الزبد وأطيب ريحا من المسك، فتوضأت وشربت وقطرت على رأسي قطرة وجدت بردها على فؤادي فمسحت وجهي بالمنديل بعدما كان الماء يصب على يدي ولم أر شخصا ثم جئت نبي الله ولحقت الجماعة فقال النبي: القدس من أقداس الجنة والماء من الكوثر والقطرة من تحت العرش والمنديل لمن الوسيلة، والذي جاء به جبرائيل، والذي ناولك المنديل ميكائيل، وما زال جبرائيل واضعا يده على ركبتي يقول: يا محمد قف قليلا