والذي بعثني بالحق لقد أمرت أن آمركم ببيعته وطاعته فبايعوه وأطيعوه بعدي ثم تلا هذه الآية:
* (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) * يعني علي بن أبي طالب (عليه السلام) قالوا: يا رسول الله قد بايعناه وشهد علينا أهل الكهف، فقال النبي (صلى الله عليه وآله): إن صدقتم فقد أسقيتم ماء غدقا وأكلتم من فوقكم ومن تحت أرجلكم، أو يلبسكم شيعا وتسلكون طريق بني إسرائيل فمن تمسك بولاية علي بن أبي طالب لقيني يوم القيامة وأنا عنه راض، قال سلمان: والقوم ينظر بعضهم إلى بعض فأنزل الله في ذلك اليوم * (ألم يعلموا أن الله يعلم سرهم ونجواهم وأن الله علام الغيوب) * قال سلمان: فاصفرت وجوههم وينظر كل واحد إلى صاحبه وأنزل الله هذه الآية * (يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور والله يقضي بالحق) * فكان ذهابهم إلى الكهف ومجيئهم من زوال الشمس إلى وقت العصر (1).
الثاني: السيد المرتضى (رضي الله عنه) في كتاب عيون المعجزات عن أبي علي يرفعه إلى الصادق (عليه السلام) عن أبيه عن آبائه (عليهم السلام) قال: جرى بحضرة السيد محمد (صلى الله عليه وآله) ذكر سليمان بن داود (عليه السلام) والبساط وحديث أصحاب الكهف وإنهم موتى أو غير موتى فقال (صلى الله عليه وآله): من أحب منكم أن ينظر باب الكهف ويسلم عليهم؟ فقال أبو بكر وعمر وعثمان: نحن يا رسول الله فصاح يادرحان بن مالك وإذا بشاب قد دخل بثياب عطرة فقال له النبي (صلى الله عليه وآله): ايتنا ببساط سليمان (عليه السلام)، فذهب ووافى به بعد لحظة ومعه بساط طوله أربعون في أربعين من الشعر الأبيض فألقاه في صحن المسجد وغاب، فقال النبي لبلال وثوبان مولييه أخرجا هذا البساط إلى باب المسجد وابسطاه ففعلا ذلك وقام (صلى الله عليه وآله) وقال لأبي بكر وعثمان وأمير المؤمنين (عليه السلام) وسلمان: قوموا وليقعد كل واحد منكم على طرف من البساط وليقعد أمير المؤمنين (عليه السلام) في وسطه ففعلوا ونادى: يا منشبة وإذا بريح قد دخلت تحت البساط فرفعته حتى وضعته بباب الكهف الذي فيه أصحاب الكهف فقال أمير المؤمنين لأبي بكر: تقدم فسلم عليهم فإنك شيخ قريش فقال: يا علي ما أقول؟
فقال (عليه السلام): قل: السلام عليكم أيها الفتية الذين آمنوا بربهم، السلام عليكم يا نجباء الله في أرضه، فتقدم أبو بكر إلى باب الكهف وهو مسدود فنادى بما قال له أمير المؤمنين (عليه السلام) ثلاث مرات فلم يجبه أحد فجاء وجلس فقال: يا أمير المؤمنين ما أجابوني فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): قم يا عمر ثم قل كما قال صاحبك، فقام وقال مثل قوله ثلاث مرات فلم يجب أحد مقالته فجاء وجلس وقال أمير المؤمنين (عليه السلام) لعثمان: قم أنت وقل مثل قولهما فقام وقال فلم يكلمه أحد فجاء وجلس فقال أمير