ومحمد بن عبد الجبار عن محمد بن خالد البرقي عن فضالة بن أيوب عن عبد الحميد بن نصر قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): " ينكرون الإمام المفروض الطاعة ويجحدونه، والله ما في الأرض منزلة عند الله أعظم منزلة من مفترض الطاعة، لقد كان إبراهيم دهرا ينزل عليه الوحي (1) [من الله وما كان مفترض الطاعة] حتى بدا لله أن يكرمه ويعظمه فقال: * (إني جاعلك للناس إماما) * فعرف إبراهيم (عليه السلام) ما فيها من الفضل فقال: * (ومن ذريتي) * أي واجعل ذلك في ذريتي، قال الله عز وجل:
* (لا ينال عهدي الظالمين) * قال أبو عبد الله (عليه السلام) " إنما هي في ذريتك لا يكون في غيرهم " (2).
الحديث الحادي عشر: الشيخ المفيد في أماليه عن أبي الحسين الأسدي عن أبي الحسين صالح ابن أبي حماد الرازي يرفعه قال: سمعت أبا عبد الله الصادق (عليه السلام) يقول: " إن الله أتخذ إبراهيم عبدا قبل أن يتخذه نبيا، وإن الله أتخذه نبيا قبل أن يتخذه رسولا، وإن الله أتخذه رسولا قبل أن يتخذه خليلا، وإن الله أتخذه خليلا قبل أن يتخذه إماما، فلما جمع له الأشياء قال: * (إني جاعلك للناس إماما) * قال: فمن عظمها في عين إبراهيم (عليه السلام) قال: * (ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين) * قال: لا يكون السفيه إمام التقي " (3).
الحديث الثاني عشر: الشيخ المفيد عن أبي محمد الحسن بن حمزة الحسيني عن محمد بن يعقوب عن عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن أبي يحيى الواسطي عن هشام بن سالم ودرست بن أبي منصور عنهم (عليهم السلام) في حديث قال: " كان إبراهيم نبيا وليس بإمام حتى قال الله تبارك وتعالى: * (إني جاعلك للناس إماما) * قال: * (ومن ذريتي) * فقال الله تبارك وتعالى: * (لا ينال عهدي الظالمين) * من عبد صنما أو وثنا أو مثالا لا يكون إماما (4).
الحديث الثالث عشر: العياشي بإسناده عن جابر عن أبي جعفر (عليه السلام) قال سمعته يقول: " إن الله أتخذ إبراهيم عبدا قبل أن يتخذه نبيا، وأتخذه نبيا قبل أن يتخذه رسولا، واتخذه رسولا قبل أن يتخذه خليلا، وإن الله أتخذ إبراهيم خليلا قبل أن يتخذه إماما فلما جمع له الأشياء وقبض يده قال له: يا إبراهيم * (إني جاعلك للناس إماما) * فمن عظمها في عين إبراهيم (عليه السلام) قال: * (يا رب ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين) * (5).