إلزام النواصب - مفلح بن راشد - الصفحة ٧٢
ينفع مال ولا * بنون إلا من أتى الله بقلب سليم) * (1).
واعلم (2) إني رجل من أهل الكتاب، سألت الله الهداية إلى الصواب، فهداني الله (3) إلى دين (4) الإسلام - الذي أوجبه على جميع الأنام - دين محمد المصطفى عليه الصلاة والسلام، فلما صرت منهم وفيهم، وصار لي ما لهم وعلي ما عليهم، جالست علماءهم، وصاحبت فضلاءهم، فرأيت بينهم اختلافا كثيرا، وتفسيقا وتكفيرا، حتى أنهم رووا عن نبيهم عليه الصلاة والسلام أنه قال: " ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، فرقة ناجية والباقون في النار " (5) فاجتهدت في

(١) سورة الشعراء (٢٦): ٨٨ - ٨٩.
(٢) لا توجد كلمة: إعلم، في نسخة (ر).
(٣) لفظ الجلالة غير موجود في نسخة (ر).
(٤) في الطبعة الحجرية: لدين.
(٥) حيث كان محور كتابنا هو هذا الحديث، لذا نسهب في عد بعض مصادره، إذ جاء هذا الحديث بشكل مستفيض في كتب القوم - بل كاد أن يكون متواترا -، منها: سنن أبي داود ٤ / ١٩٨، ١٩٩، كتاب السنة، حديث ٤٥٩٦ و ٤٥٩٧ باب شرح السنة، سنن ابن ماجة ٢ / ١٣٢١، ١٣٢٢ حديث ٣٩٩١ - ٣٩٩٣، سنن الترمذي ٥ / ٢٥، ٢٦ كتاب الفتن حديث ٣٩٩١ باب افتراق الأمم، كتاب الإيمان ٢٦٤٢، سنن الدارمي ٢ / ٢٤١ [٢ / ٢٤١ في السير، باب افتراق هذه الأمة] مسند أحمد بن حنبل ٢ / ٣٢، ٤٨، ٣٣٢، ٣ / ١٢٠، ١٤٥، ٤ / ١٠٢، مستدرك الحاكم النيسابوري ١ / ٦، ١٢٨، ٢ / ٢٠ - ٢١، صحيح ابن حبان حديث ١٨٢٤، كما في ترتيبه الإحسان ٨ / ٢٥٨، كتاب السنة لابن أبي عاصم ١ / ٧، ٢٥، ٣٢، ٣٣، الجامع الصغير للسيوطي ١ / ١٨٤، الدر المنثور له: ٢ / ٢٨٩، السنن الكبرى للبيهقي ١٠ / ٢٠٨، شرح السنة للبغوي ١ / ٢١٣، مشكاة المصابيح للخطيب التبريزي ١ / ٦١، المطالب العلية لابن حجر ٣ / ٨٦، ٨٧، مجمع الزوائد ٧ / ٢٥٧ - ٢٥٨، ٢٦٠، المقاصد الحسنة للسخاوي:
١٥٨.. العقد الفريد ٢ / ٤٠٤، إحياء علوم الدين ٣ / ٢٣٠، وغيرهم كثير.
وقد صححه غالب من أدرجه وأخرجه كالذهبي والسيوطي والترمذي وغيرهم، بل ادعى السيوطي تواتره كما في فيض القدير ٢ / ٢١، والكتالي في نظم المتناثر: ٥٧ وغيرهما.
كما وقد جاء في تاريخ بغداد أيضا ١١ / ٢١٦، وفيه عن علي عليه السلام أنه قال: " مما عهد إلي النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم أن الأمة ستغدر بك من بعدي "، وأورد الحديث مكررا.
ولا بأس بنقل النص من طرقنا من أقدم ما وصلنا من مصنفات الأصحاب حيث جاء في كتاب سليم بن قيس عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، سبعون منها في النار وواحدة في الجنة، وهي التي اتبعت يوشع بن نون وصي موسى، وافترقت النصارى على اثنين وسبعين فرقة، إحدى وسبعون فرقة في النار وواحدة في الجنة، وهي التي اتبعت شمعون وصي عيسى عليه السلام، وتفترق هذه الأمة عني ثلاث وسبعين فرقة، اثنتان وسبعون فرقة في النار وواحدة في الجنة، وهي التي اتبعت وصي محمد صلى الله عليه وآله وسلم..
ثم قال: ثلاث عشرة فرقة من الثلاث والسبعين كلها تنتحل مودتي وحبي [واحدة منها في الجنة] واثنتا عشرة منها في النار. لاحظ: كتاب سليم بن قيس ٢ / ٨٠٣ الحديث الثاني والثلاثون، وحكاه عن رسول الله (ص) فيه ٢ / ٩١٣ - ٩١٤ الحديث الخامس والستون.
وقد فسر الاثنين وسبعين فرقة بقوله عليه السلام في ٢ / ٦٠٧ ضمن الحديث السابع، حيث قال:.. إنما عني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ب‍: الثلاث والسبعين فرقة:
الباغين الناصبين الذين قد شهروا أنفسهم ودعوا إلى دينهم، ففرقة واحدة منها تدين بدين الرحمن، واثنتان وسبعون تدين بدين الشيطان، وتتولى على قبولها وتتبرأ ممن خالفهم.. إلى آخره، لاحظ: كتاب سليم بن قيس ٢ / ٦٠٧ حديث ٧.
وجاء في أمالي الشيخ الطوسي ٢ / ١٣٧، والاحتجاج ١ / ٣٩١، وخصال الشيخ الصدوق رحمه الله ٢ / ٥٨١ حديث ١١، وفي البحار ٢٨ / ٤، ٥ وغيرها.
وعنه، في الفضائل لشاذان بن جبرئيل: ١٤٠، والصراط المستقيم ٢ / ٣٧، وفي البحار ٢٨ / ١٣٠ حديث ٢٠، وجاء أيضا في الاحتجاج ١ / ٣٩١، والخصال باب ٧٠ حديث ١١.. وغيرهم.
ولاحظ: بحار الأنوار ٢٨ / ١٣ حديث ٦، وبصائر الدرجات للصفار: ٨٣ حديث ٦، وإكمال الدين ١ / ٢٤٠ حديث ٦٣، والكافي ١ / ١٩١ حديث ٥، وكذا بحار الأنوار ٢٣ / 343 و 26 / 250 و 28 / 14 و 68 / 287 وغيرها.
وسنرجع للحديث قريبا ونزيده مصدرا ومدركا.
(٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 66 67 68 69 71 72 74 75 76 77 78 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 أبيات الشافعي 6
2 الإهداء 7
3 المدخل 9
4 إطلالة 11
5 بحث الألقاب والكنى 12
6 سرد جمع ممن تستر برمز أو كنية 18
7 مؤلفات صدرت بأسماء مستعارة أو مجهولة المؤلف 42
8 دراسة حول الكتاب الحاضر 47
9 مخطوطات الكتاب 55
10 منهجنا في التحقيق 57
11 نماذج من النسخ المعتمدة 61
12 إلزام النواصب 69
13 ديباجة كتاب إلزام النواصب 71
14 مقدمة الكتاب 79
15 باب: في اختلاف المذاهب بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في الإمامة 87
16 فصل: في الاختلاف في الأصول 94
17 فصل: في البحث في المشبهة المجسمة 99
18 فصل: في الاختلاف في الفروع 104
19 فصل: في وصف مذاهب الإسلام 109
20 فصل: في وصف مذهب الشيعة الاثني عشرية 110
21 فصل: في وصف مذاهب العامة 115
22 فصل: في أخبار انحصار الإمامة في الاثني عشر 131
23 باب: في بعض ما أورده العامة من الآيات والأخبار الدالة على إمامة أمير المؤمنين (عليه السلام) وفضله وفيه فصلان 135
24 الفصل الأول: في بعض ما أورده العامة من الآيات والأخبار الدالة على إمامة علي (عليه السلام) وفضله 135
25 الفصل الثاني: في بعض ما أورده العامة من الأخبار الدالة على إمامة علي بن أبي طالب (عليه السلام) وعلى عدم صلاحية أصحابهم للإمامة 146
26 باب: مثالب الصحابة من كلام العامة 161
27 فصول: في بعض ما ورد في أنسابهم 162
28 الأول: نسب أبي بكر بن أبي قحافة 162
29 الثاني: نسب عمر بن الخطاب 163
30 الثالث: نسب عثمان بن عفان 165
31 الرابع: نسب معاوية بن أبي سفيان 166
32 الخامس: نسب يزيد بن معاوية 169
33 السادس: نسب عمر بن سعد 171
34 السابع: نسب طلحة بن عبيد الله 173
35 الثامن: نسب الزبير بن العوام 174
36 أشعار عدي بن حاتم في الزبير 177
37 فصل: في بعض ما أورده العامة من فرار أئمتهم من الزحف 180
38 قصيدة ابن أبي الحديد المعتزلي وشرحها 182
39 فصل: في بعض مثالب عائشة التي روتها العامة 183
40 فصل: في إقرار العامة بإباحة المتعة 205
41 فصل: في إقرار العامة بمخالفة الشريعة 210
42 فصل: نماذج من المخالفة 210
43 فصل: في علة مخالفة القوم مع الحق 213
44 تتمة: إذعانهم بأحقية أمير المؤمنين عليه السلام 219
45 منهم: عمرو بن العاص 221
46 ومنهم: عبد العزيز بن مروان بن عبد العزيز 223
47 ومنهم: عمر بن عبد العزيز 225
48 بعض الأحكام الشاذة في المذاهب الأربعة 238
49 ومنهم: الخليفة الناصر من بني العباس 241
50 خاتمة المطاف 245
51 أبيات السيد محمد باقر الطباطبائي 248