المناظرات بين فقهاء السنة وفقهاء الشيعة - مقاتل بن عطية - الصفحة ١٦٣
ابن مطهر: إن النبي (ص) لعن معاوية الطليق ابن الطليق وقال (إذا رأيتموه على منبري فاقتلوه) وسموه (كاتب الوحي) ولم يكتب له كلمة من الوحي، بل كان يكتب له رسائل.
ابن تيمية: هذا الحديث ليس في شئ من كتب الإسلام، وهو عند الحفاظ كذب، وذكره ابن الجوزي في الموضوعات. ثم قد صعد المنبر من هو شر من معاوية وما أمر بقتله (1).
وأما قولك (الطليق بن الطليق) فما هذا بصفة ذم، فإن الطلقاء غالبهم حسن إسلامهم كالحارث بن هشام، وابن أخيه عكرمة وسهل بن عمرو، وصفوان بن أمية ويزيد بن أبي سفيان وحكيم بن حزام وأمثالهم، وكانوا من خيار المسلمين، ومعاوية

(1) جاء هذا الحديث في تاريخ الإسلام للذهبي وحكم عليه بالوضع. والذهبي كما هو معروف من فقهاء الشام الذين يدينون بنهج بني أمية، فضلا عن كونه من تلاميذ ابن تيمية والمضحك أن الذهبي بعد أين شكك في الرواية جاء برواية أخرى تنقضها تقول: إذا رأيتم معاوية يخطب على منبري فاقبلوه، فإنه أمين مأمون. وأسنده إلى الخطيب والحاكم.
وفيما يتعلق بكون معاوية من كتاب الوحي فهو أمر غير ثابت عند أهل السنة والثابت عندهم أنه كان يكتب للرسول (ص) بعض الرسائل.
يروي مسلم عن ابن عباس أنه كان يلعب مع الصبيان، فجاء له الرسول وقال: اذهب فادع لي معاوية، قال: فجئت فقلت: هو يأكل، فقال: لا أشبع الله له بطنا. (باب من سبه النبي أو دعا عليه).
وقد دافع فقهاء أهل السنة خاصة فقهاء الشام منهم عن معاوية وبرروا هذه الرواية وأولوها لصالحه .
حتى أن بعضهم قال: إن هذا دعاء لمعاوية بالصحة والعافية (انظر تطهير الجنان واللسان عن الخطورة والتفوه بثلب معاوية بن أبي سفيان لابن حجر الهيثمي، وانظر شرح النووي عن مسلم).
(١٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 » »»
الفهرست