يستحق المدح إلا الغاوون من السفهاء، وقيل شعراء المشركين عبد الله بن الزبعرى وأبو سفيان وأبو غره ونحوهم حيث قالوا نقول مثل ما قال محمد صلى الله عليه وآله، وكانوا يهجونه ويجتمع عليهم الاعراب من قومهم يسمعون أشعارهم وأهاجيهم.
وفي تفسير علي بن إبراهيم قال:
نزلت الآية في الذين غيروا دين الله وخالفوا أمر الله، هل رأيتم شاعرا قط تبعه أحد، إنما عنى بذلك الذين وصفوا دينا بآرائهم فتبعهم على ذلك الناس، ويؤكد ذلك قوله: (ألم تر أنهم في كل واد يهيمون) يعني يناظرون بالأباطيل ويجادلون بالحجج وفي كل مذهب يذهبون (1).
قوله: (وما علمناه الشعر وما ينبغي له) [36 / 69] قال المفسر: يعني قول الشعر، أي ما أعطيناه العلم بالشعر وما ينبغي له أن يقول الشعر من عنده حتى إذا تمثل ببيت شعري جرى على لسانه مكسرا كما روي عن الحسن أن رسول الله صلى الله عليه وآله كان يتمثل بهذا البيت:
* كفى الاسلام والشيب للمرء ناهيا * فقيل له يا رسول الله صلى الله عليه وآله إنما قال الشاعر:
* كفى الشيب والإسلام للمرء ناهيا * وعن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وآله يتمثل ببيت أخي بنى قيس:
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا ويأتيك بالاخبار ما لم تزود فيقول " ويأتيك ما لم تزود بالاخبار " فيقال له ليس هكذا، فيقول: إني لست بشاعر.
قال المفسر: وقيل إن معنى الآية وما علمناه الشعر بتعليم القرآن وما ينبغي للقرآن أن يكون شعرا، فإن نظمه ليس بنظم الشعر، وقد صح عنه عليه السلام أنه كان يسمع الشعر ويبحث عنه وأنه كان يقول " إن من الشعر لحكمة "