مجمع البحرين - الشيخ الطريحي - ج ٢ - الصفحة ٥٠٥
من قبل هذا اليوم في الدنيا.
ومعنى كفره باشراكهم إياه: تبريه منه واستنكاره.
وقيل: تعلق من قبل بكفرت، وما موصولة، أي كفرت من قبل حين أبيت السجود لآدم بالذي أشركتموه وهو الله تعالى تقول شركت زيدا.
ثم تقول أشركنيه فلان أي جعلني له شريكا.
وهذا آخر قول إبليس.
قوله (وشاركهم في الأموال والأولاد) [17 / 64] في الأموال حملهم على تحصيلها وجمعها من الحرام، وصرفها فيما لا يجوز وبعثهم على الخروج على إنفاقها عن حد الاعتدال.
إما بالاسراف أو التبذير أو البخل أو التقصير وأمثال ذلك.
وأما في الأولاد فحثهم على التوصل إليها بالأسباب المحرمة من الزنا ونحوه.
أو حملهم على تسميتهم إياهم بعبد العزى وبعبد اللات.
أو تضليل الأولاد بما يحمل على الأديان الزايفة والأفعال القبيحة.
كذا قرره بعض المفسرين.
وفي الحديث " إذا دنى الرجل من المرأة وجلس مجلسه حضر الشيطان فإن هو ذكر اسم الله تنحى الشيطان عنه.
وإن فعل ولم يسم أدخل الشيطان ذكره فكان العمل منهما جميعا والنطفة واحدة ".
قال الراوي " قلت بأي شئ يعرف هذا؟
فقال: بحبنا وببغضنا ".
قيل وفي الحديث ما يعضد ما قاله المتكلمون من أن الشياطين أجسام شفافة تقدر على الولوج في بواطن الحيوانات وتمكنها من التشكل بأي شكل شاءت.
وبهذا يضعف ما قاله بعض الفلاسفة من أنها النفوس الأرضية المدبرة للعناصر أو النفوس الناطقة الشريرة المتعلقة بالأبدان فتمدها وتعينها على الشر والفساد.
قوله (جعلا له شركاء فيما آتيهما) [7 / 189] أي جعلا له شركاء في الاسم على حذف مضاف.
(٥٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 500 501 502 503 504 505 506 507 508 509 510 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب د 3
2 باب ذ 80
3 باب ر 112
4 باب ز 263
5 باب س 315
6 باب ش 471
7 باب ص 575