ومن أبوه؟ فقال: أنا والله وضعته في رحم أمه. فقال: هلا تستلحقه فقال:
أخاف هذا الجالس أن يخرق على إهابي - يعني عمر -.
وروي أنه دعاه معاوية بن أبي سفيان وجعله أخاه وألحقه بأبيه وصار من أصحابه بعد أن كان من أصحاب علي عليه السلام.
ومن قصته أن عليا عليه السلام كان ولى زيادا فارس، فلما قتل علي عليه السلام وبويع الحسن عليه السلام بعث معاوية إلى زياد يهدده، فخطب زياد: ابن آكلة الأكباد يهددني وبيني وبينه ابن رسول الله، فلما بايع الحسن معاوية أهمه أمر زياد لتحصنه بقلاع فارس، فأرسل المغيرة إليه فتلطف معه حتى أقدمه على معاوية، فعرض عليه الخلافة ثانية فأبى فأرسل إليه جورية بنت أبي سفيان فنشرت شعرها بين يديه وقالت: أنت أخي أخبر به أبي فعزم على قبول الدعوة، فأخرجه معاوية إلى الجامع وأحضر زياد أربعة شهود بزنى أبى سفيان بأمه سمية، فقال رجل: يا معاوية الولد للفراش، فشتمه معاوية وأنفذ الشهادة وحكم بنسبه وولاه البصرة.
و " آل زياد " فرقة من الخوارج الذين خرجوا على الحسين بن علي عليه السلام فقاتلوه وقتلوه.
و " الزيدية " من قال بامامة زيد بن علي بن الحسين عليه السلام، وهؤلاء يقولون بامامة كل فاطمي عالم صالح ذي رأي يخرج بالسيف. وزيد بن علي هذا قتل وصلب بالكناسة موضع قريب من الكوفة، وقد نهاه الباقر عليه السلام عن الخروج والجهاد فلم ينته فصار إلى ذلك.
واختلفت الروايات في أمره: فبعضها يدل على ذمه بل كفره لدعواه الإمامة بغير حق، وبعضها يدل على علو قدره وجلالة شأنه، فجمع بين الذم والمدح بحمل النهي عن الخروج على التقية أو انه ليس نهي تحريم بل شفقة وخوف عليه، وأما غيره ممن خرج بالسيف من أهل البيت كيحيى بن زيد ومحمد وإبراهيم فظاهر حالهم مخالفة الأئمة، وما صدر منهم عليهم السلام من الحزن والبكاء ليس فيه دلالة على خيريتهم لاحتمال أن يكون شفقة عليهم لضلالتهم أو لهتك حرمة