مجمع البحرين - الشيخ الطريحي - ج ٢ - الصفحة ٢٤٨
المعجمة والنون المفتوحة هو ضرب من سير الإبل شديد، والمعنى لا تعدل بهن عن نبت الأرض إلى جواد الطريق في الساعات التي لها فيها راحة ولا في الساعات التي عليها فيها مشقة، ولأجل هذا قال تريح من الراحة، ولو كان من الرواح لقال تروح وما كان يقول تريح، ولان الرواح يكون عند العشي أو قريبا منه، والغبوق هو شرب العشي ولم يبق له معنى وإن المعنى ما قلناه، وإنما ذكرت هذه اللفظة في كتابي لأني سمعت جماعة من أصحابنا يصحفونها.
وفي حديث ابن آدم " مستريح ومستراح منه " قيل الواو بمعنى أو، يعني ابن آدم إما مستريح وهو المؤمن يستريح من تعب الدنيا إلى رحمة الله، أو مستراح منه وهو الفاجر يستريح منه البلاد والأشجار والدواب، فإن الله تعالى بفوت الفاجر يرسل السماء مدرارا بعد ما حبس بشؤمه الأمطار.
وفي حديث وصفه عليه السلام " كان أجود من الريح المرسلة " أي التي أرسلت بالبشرى بين يدي رحمته، وذلك لشمول روجها وعموم نفعها.
وقريب منه قول العباس له صلى الله عليه وآله " من يطيقك منه وأنت تباري الريح " يعني سماحا وسخاء.
وارتاح إلى الشئ: مال إليه وأحبه وإن شئت هش وسر.
والارتياح من الله: الرحمة، ومنه " يا مرتاح ".
ر ود قوله تعالى: (وراودته التي هو في بيتها) [12 / 33] قيل هو كناية عما تريد النساء من الرجال، من قولهم وراودته على الامر مراودة وروادا من باب قاتل: طلبت منه فعله، وكأن في المراودة معنى المخادعة لان الطالب يتلطف في طلبه بلطف المخادع ويحرص حرصه.
قوله: (أمهلهم رويدا) [86 / 17] رويدا تصغير رود، وأصل الحرف من رادت الريح ترود رودانا: تحركت حركة خفيفة، والمعنى لا تعجل في طلب إهلاكهم بل تصبر عليهم قليلا فإن الله يجزيهم
(٢٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 243 244 245 246 247 248 249 250 251 252 253 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب د 3
2 باب ذ 80
3 باب ر 112
4 باب ز 263
5 باب س 315
6 باب ش 471
7 باب ص 575