مجمع البحرين - الشيخ الطريحي - ج ٢ - الصفحة ٢٣٧
قوله: (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم) [8 / 46] الخطاب للمجاهدين في القتال. قال المفسر: أي لا تنازعوا في لقاء العدو ولا تختلفوا فيما بينكم فتجنبوا عن عدوكم وتضعفوا عن قتالهم، و (تذهب ريحكم) أي تذهب صولتكم وقوتكم ونصرتكم ودولتكم.
والريح هنا كناية عن نفاذ الامر وجريانه على المراد، تقول العرب " هبت ريح فلان " إذا جرى أمره على ما يريد.
وركدت ريحه: إذا دبر أمره (1).
قوله: (وروح منه) [4 / 171] يعني عيسى (ع) أي روح مخلوق منه، وإضافتها إليه للتشريف كناقة الله.
وعن الباقر (ع) في قوله (وروح منه) قال: روح مخلوقة خلقها الله في آدم وعيسى (2)، وكأن المعنى خلقها فيهما من غير جري العادة وخلقها في غيرهما بجري العادة، ففيها زيادة اختصاص.
ومثله قوله في آدم (ع) (ونفخت فيه من روحي) وفي الحديث عن الصادق عليه السلام في قوله: (ونفخت فيه من روحي) قال: إن الروح متحركة كالريح، وإنما سمي روحا لأنه اشتق اسمه من الريح، وإنما أخرجه على لفظ الريح لان الروح مجانس للريح، وإنما أضافه إلى نفسه لأنه اصطفاه على سائر الأرواح كما قال: " لبيت من البيوت بيتي " وقال " لرسول من الرسل خليلي " وأشباه ذلك، وكل ذلك مخلوق مصنوع محدث - انتهى (3).
قال بعض الأفاضل قوله " الروح متحركة كالريح " إنما يصح في الجسم البخاري الذي يتكون من لطافة الاخلاط وبخاريتها لا في الروح المجرد.
قوله: (نزله روح القدس) [16 / 102] قال المفسر: يعني به جبرئيل، أضيف إلى القدس - وهو الطهر - كقولهم " حاتم الجود " و " زيد الخير "،

(١) مجمع البيان ج ٢ ص ٥٤٨.
(٢) نقل هذا المعنى في البرهان ج ١ ص ٤٢٨ عن الصادق عليه السلام.
(٣) البرهان ج ٢ ص ٣٤١.
(٢٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 232 233 234 235 236 237 238 239 240 241 242 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب د 3
2 باب ذ 80
3 باب ر 112
4 باب ز 263
5 باب س 315
6 باب ش 471
7 باب ص 575