مجمع البحرين - الشيخ الطريحي - ج ٢ - الصفحة ٢٤٣
ذكروه - نهى كمال لا نهي حقيقة، أي الأكمل في إنفاقكم أن تقصدوا إلى الطيب لا الخبيث، يؤيده ما روي عن ابن بكير قال: قلت لابي جعفر (ع) في قول رسول الله صلى الله عليه وآله " إذا زنا الزاني فارقه روح الايمان " قال هو قوله، (وأيدهم بروح منه) ذلك الذي يفارقه.
وفي حديث آخر: قلت: هل يبقى من الايمان شئ ما أوقد انخلع منه أجمع؟ قال: لا بل يبقى، فإذا قام عاد إليه روح الايمان " (1).
وعلى هذا يحمل قوله عليه السلام " من أفطر يوما في شهر رمضان خرج منه روح الايمان " أي فارقه ما يكمل به الايمان.
وفي حديث الصادق (ع) " إن الله خلق أجسادنا من عليين، وخلق أرواحنا من فوق ذلك، وخلق أرواح شيعتنا من عليين وخلق أجسادهم من دون ذلك، فمن أجل ذلك القرابة بيننا وبينهم وقلوبهم تحن إلينا " (2).
وفى الحديث القدسي " يا محمد إني خلقتك وعليا نورا " يعني روحا " بلا بدن ثم جمعت روحيكما فجعلتهما واحدة " قال بعض الأفاضل: من المعلوم أن جعل المجردتين واحدة تمتنع وكذا قسمة المجرد، فينبغي حمل الروح هنا على آلة جسمانية نورانية منزهة عن الكثافة البدنية انتهى.
وفى الحديث " إن الله تعالى خلق الأرواح قبل الأجساد بألفي عام " قال الشيخ محمد بن محمد بن النعمان: هو من أخبار الآحاد وقد روته الخاصة، وليس هو مع ذلك مما يقطع على الله بصحته، وإنما نقل لحسن الظن به، فإن ثبت فالمعنى فيه إن الله تعالى قدر الأرواح في علمه قبل اختراع الأجساد، واخترع الأجساد واخترع لها الأرواح بالخلق للأرواح، ولولا ذلك لكانت الأرواح تقوم بأنفسها ولكنا نعرف ما سلف لنا من الأحول قبل

(١) من لا يحضر ج ٤ ص ١٤.
(٢) الكافي ج ١ ص ٣٨٩، وفيه " ان الله خلقنا من عليين ".
(٢٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 238 239 240 241 242 243 244 245 246 247 248 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب د 3
2 باب ذ 80
3 باب ر 112
4 باب ز 263
5 باب س 315
6 باب ش 471
7 باب ص 575