وفى خبر معاذ في قوله: " أجتهد رأيي " - إن صح - فالمراد به رد القضية التي تعرض للحكم من طريق القياس أو غيره إلى الكتاب والسنة، ولم يرد الرأي الذي يراه من قبل نفسه من غير حمل على كتاب وسنة. وعلى هذا يحمل قوله (ع): " من قال في القرآن برأيه فقد أخطأ " أي قال فيه قولا غير مستفاد من كتاب ولا سنة ولا من دليل يعتمد عليه بل قال برأيه حسب ما يقتضيه عقله ويذهب إليه وهمه بالظن والتخمين، ومن خاض في كتاب الله بمثل ذلك فبالحري أن يكون قوله مهجورا وسعيه مبتورا (1).
و " الترائي " تفاعل من الرؤية، يقال:
" تراءى القوم " إذا رأى بعضهم بعضا، و " تراءى لي الشئ " ظهر لي حتى رأيته، و " تراءينا الهلال " تكلفنا النظر إلى جهته لنراه، و " تراءى لي الشئ من الجن " ظهر.
و " فلان له رأي من الجن " - بتشديد الياء على فعيل أو فعول - لأنه يتراءى لمتبوعه، أو هو من " الرأي " يقال:
" فلان رأي قومه " إذا كان صاحب رأيهم التي ينظر فيها، وجمعها " مراء " كجوار ومناص، والكثير " مرايا ".
و " فلان بمرأى منى ومسمع " أي حيث أراه وأسمع قوله.
و " سامراء " المدينة التي بناها المعتصم ودفن فيها علي الهادي (ع) والحسن العسكري (ع). وفيها لغات: " سر من رأى " و " سر من رأى " - بفتح السين وضمها - و " ساء من رأى " [و " سامرا "] قاله الجوهري عن أحمد بن يحيى وابن الأنباري (2).
و " رأيته عالما " يستعمل بمعنى العلم