لسان العرب - ابن منظور - ج ١٥ - الصفحة ٣٢
فحذف للعلم بذلك. وقال بعضهم: فرس عدوان إذا كان كثير العدو، وذئب عدوان إذا كان يعدو على الناس والشاء، وأنشد:
تذكر، إذ أنت شديد القفز، نهد القصيرى عدوان الجمز، وأنت تعدو بخروف مبزي والعداء والعداء: الطلق الواحد، وفي التهذيب: الطلق الواحد للفرس، وأنشد:
يصرع الخمس عداء في طلق وقال: فمن فتح العين قال جاز هذا إلى ذاك، ومن كسر العداء فمعناه أنه يعادي الصيد، من العدو وهو الحضر، حتى يلحقه.
وتعادى القوم: تباروا في العدو. والعدي: جماعة القوم يعدون لقتال ونحوه، وقيل: العدي أول من يحمل من الرجالة، وذلك لأنهم يسرعون العدو، والعدي أول ما يدفع من الغارة وهو منه، قال مالك بن خالد الخناعي الهذلي:
لما رأيت عدي القوم يسلبهم طلح الشواجن والطرفاء والسلم يسلبهم: يعني يتعلق بثيابهم فيزيلها عنهم، وهذا البيت استشهد به الجوهري على العدي الذين يعدون على أقدامهم، قال: وهو جمع عاد مثل غاز وغزي، وبعده:
كفت ثوبي لا ألوي إلى أحد، إني شنئت الفتى كالبكر يختطم والشواجن: أودية كثيرة الشجر الواحدة شاجنة، يقول: لما هربوا تعلقت ثيابهم بالشجر فتركوها. وفي حديث لقمان: أنا لقمان بن عاد لعادية لعاد، العادية: الخيل تعدو، والعادي الواحد أي أنا للجمع والواحد، وقد تكون العادية الرجال يعدون، ومنه حديث خيبر: فخرجت عاديتهم أي الذين يعدون على أرجلهم.
قال ابن سيده: والعادية كالعدي، وقيل: هو من الخيل خاصة، وقيل:
العادية أول ما يحمل من الرجالة دون الفرسان، قال أبو ذؤيب:
وعادية تلقي الثياب كأنما تزعزعها، تحت السمامة، ريح ويقال: رأيت عدي القوم مقبلا أي من حمل من الرجالة دون الفرسان. وقال أبو عبيد: العدي جماعة القوم، بلغة هذيل.
وقوله تعالى: ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم، وقرئ: عدوا مثل جلوس، قال المفسرون: نهوا قبل أن أذن لهم في قتال المشركين أن يلعنوا الأصنام التي عبدوها، وقوله: فيسبوا الله عدوا بغير علم، أي فيسبوا الله عدوانا وظلما، وعدوا منصوب على المصدر وعلى إرادة اللام، لأن المعنى فيعدون عدوا أي يظلمون ظلما، ويكون مفعولا له أي فيسبوا الله للظلم، ومن قرأ فيسبوا الله عدوا فهو بمعنى عدوا أيضا.
يقال في الظلم: قد عدا فلان عدوا وعدوا وعدوانا وعداء أي ظلم ظلما جاوز فيه القدر، وقرئ: فيسبوا الله عدوا، بفتح العين وهو ههنا في معنى جماعة، كأنه قال فيسبوا الله أعداء، وعدوا منصوب على الحال في هذا القول، وكذلك قوله تعالى: وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن، عدوا في معنى أعداء، المعنى كما جعلنا لك ولأمتك شياطين الإنس والجن أعداء، كذلك جعلنا لمن تقدمك من الأنبياء وأممهم، وعدوا ههنا منصوب لأنه مفعول به، وشياطين
(٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 ... » »»
الفهرست