لسان العرب - ابن منظور - ج ١٥ - الصفحة ١٦٥
الفانية واشتريت النامية، الفانية: المسنة من الإبل وغيرها، والنامية: الفتية الشابة التي هي في نمو وزيادة.
والفناء: سعة أمام الدار، يعني بالسعة الاسم لا المصدر، والجمع أفنية، وتبدل الثاء من الفاء وهو مذكور في موضعه، وقال ابن جني: هما أصلان وليس أحدهما بدلا من صاحبه لأن الفناء من فني يفنى، وذلك أن الدار هنا تفنى لأنك إذا تناهيت إلى أقصى حدودها فنيت، وأما ثناؤها فمن ثنى يثني لأنها هناك أيضا تنثني عن الانبساط لمجئ آخرها واستقصاء حدودها، قال ابن سيده: وهمزتها بدل من ياء لأن إبدال الهمز من الياء إذا كانت لاما أكثر من إبدالها من الواو، وإن كان بعض البغداديين قد قال: يجوز أن يكون ألفه واوا لقولهم شجرة فنواء أي واسعة فناء الظل، قال: وهذا القول ليس بقوي لأنا لم نسمع أحدا يقول إن الفنواء من الفناء، إنما قالوا إنها ذات الأفنان أو الطويلة الأفنان. والأفنية: الساحات على أبواب الدور، وأنشد:
لا يجتبى بفناء بيتك مثلهم وفناء الدار: ما امتد من جوانبها.
ابن الأعرابي: بها أعناء من الناس وأفناء أي أخلاط، الواحد عنو وفنو. ورجل من أفناء القبائل أي لا يدرى من أي قبيلة هو، وقيل: إنما يقال قوم من أفناء القبائل، ولا يقال رجل، وليس للأفناء واحد.
قالت أم الهيثم: يقال هؤلاء من أفناء الناس ولا يقال في الواحد رجل من أفناء الناس، وتفسيره قوم نزاع من ههنا وههنا. والجوهري: يقال هو من أفناء الناس إذا لم يعلم من هو. قال ابن بري: قال ابن جني واحد أفناء الناس فنا ولامه واو، لقولهم شجرة فنواء إذا اتسعت وانتشرت أغصانها، قال: وكذلك أفناء الناس انتشارهم وتشعبهم. وفي الحديث: رجل من أفناء الناس أي لم يعلم ممن هو، الواحد فنو، وقيل: هو من الفناء وهو المتسع أمام الدار، ويجمع الفناء على أفنية. والمفاناة:
المداراة. وأفنى الرجل إذا صحب أفناء الناس. وفانيت الرجل: داريته وسكنته، قال الكميت يذكر هموما اعترته:
تقيمه تارة وتقعده، كما يفاني الشموس قائدها قال أبو تراب: سمعت أبا السميدع يقول بنو فلان ما يعانون مالهم ولا يفانونه أي ما يقومون عليه ولا يصلحونه. والفنا، مقصور، الواحدة فناة: عنب الثعلب، ويقال: نبت آخر، قال زهير:
كأن فتات العهن، في كل منزل نزلن، به حب الفنا لم يحطم وقيل: هو شجر ذو حب أحمر ما لم يكسر، يتخذ منه قراريط يوزن بها كل حبة قيراط، وقيل: يتخذ منه القلائد، وقيل: هي حشيشة تنبت في الغلظ ترتفع على الأرض قيس الإصبع وأقل يرعاها المال، وألفها ياء لأنها لام، وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي أنه أنشده قول الراجز:
صلب العصا بالضرب قد دماها، يقول: ليت الله قد أفناها (* قوله صلب العصا في التكملة: ضخم العصا.) قال يصف راعي غنم وقال فيه معنيان: أحدهما أنه جعل عصاه صلبة لأنه يحتاج إلى تقويمها ودعا عليها فقال ليت الله قد أهلكها ودماها أي سيل دمها بالضرب لخلافها عليه، والوجه الثاني في قوله صلب العصا أي
(١٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 ... » »»
الفهرست