لسان العرب - ابن منظور - ج ١٥ - الصفحة ٢٤٦
اللذان واللتان وما أشبههما إنما هي أسماء موضوعة للتثنية مخترعة لها، وليست تثنية الواحد على حد زيد وزيدان، إلا أنها صيغت على صورة ما هو مثنى على الحقيقة فقيل اللذان واللتان واللذين واللتين لئلا تختلف التثنية، وذلك أنهم يحافظون عليها ما لا يحافظون على الجمع، وهذا القول كله مذكور في ذا وذي، وفي الجمع هم الذين فعلوا ذاك واللذو فعلوا ذاك، قال: أكثر هذه عن اللحياني، وأنشد في الذي يعني به الجمع للأشهب بن رميلة:
وإن الذي حانت بفلج دماؤهم هم القوم كل القوم، يا أم خالد وقيل: إنما أراد الذين فحذف النون تخفيفا، الجوهري: في جمعه لغتان الذين في الرفع والنصب والجر، والذي بحذف النون، وأنشد بيت الأشهب بن رميلة، قال: ومنهم من يقول في الرفع اللذون، قال: وزعم بعضهم أن أصله ذا لأنك تقول ماذا رأيت بمعنى ما الذي رأيت، قال: وهذا بعيد لأن الكلمة ثلاثية ولا يجوز أن يكون أصلها حرفا واحدا، وتصغير الذي اللذيا واللذيا، بالفتح والتشديد، فإذا ثنيت المصغر أو جمعته حذفت الألف فقلت اللذيان واللذيون، وإذا سميت بها قلت لذ، ومن قال الحرث والعباس أثبت الصلة في التسمية مع اللام فقال هو الذي فعل، والألف واللام في الذي زائدة، وكذلك في التثنية والجمع، وإنما هن متعرفات بصلاتهن وهما لازمتان لا يمكن حذفهما، فرب زائد يلزم فلا يجوز حذفه، ويدل على زيادتهما وجودك أسماء موصولة مثلها معراة من الألف واللام وهي مع ذلك معرفة، وتلك الأسماء من وما وأي في نحو قولك:
ضربت من عندك، وأكلت ما أطعمتني، ولأضربن أيهم قام، فتعرف هذه الأسماء التي هي أخوات الذي والتي بغير لام وحصول ذلك لها بما تبعها من صلاتها دون اللام يدل على أن الذي إنما تعرفه بصلته دون اللام التي هي فيه، وأن اللام فيه زائدة، وقول الشاعر:
فإن أدع اللواتي من أناس أضاعوهن، لا أدع الذينا فإنما تركه بلا صلة لأنه جعله مجهولا.
ابن سيده: اللذوى اللذة. وفي حديث عائشة، رضي الله عنها، أنها ذكرت الدنيا فقالت: قد مضت لذواها وبقيت بلواها أي لذتها، وهي فعلى من اللذة، فقلبت إحدى الذالين ياء كالتقضي والتظني، قال ابن الأعرابي: اللذوى واللذة واللذاذة كله الأكل والشرب بنعمة وكفاية، كأنها أرادت بذهاب لذواها حياة النبي، صلى الله عليه وسلم، وبالبلوى ما امتحن به أمته من الخلاف والقتال على الدنيا وما حدث بعده من المحن. قال ابن سيده: وأقول إن اللذوى، وإن كان معناه اللذة واللذاذة، فليس من مادة لفظه وإنما هو من باب سيطر ولأآل وما أشبهه، اللهم إلا أن يكون اعتقد البدل للتضعيف كباب تقضيت وتظنيت، فاعتقد في لذذت لذيت كما تقول في حسست حسيت فيبنى منه مثال فعلى اما فتنقلب ياؤه واوا انقلابها في تقوى ورعوى، فالمادة إذا واحدة.
* لسا: ابن الأعرابي: اللسا الكثير (* قوله اللسا الكثير إلخ كذا في التهذيب أيضا، وعبارة التكملة: لسا أكل أكلا كثيرا، وهو لسي أي كغني.) الأكل من الحيوان، وقال: لسا إذا أكل أكلا يسيرا، أصله من اللس وهو الأكل، والله أعلم.
* لشا: التهذيب: أهمله الليث في كتابه. وقال ابن
(٢٤٦)
مفاتيح البحث: الأكل (4)، القتل (1)، الجواز (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 241 242 243 244 245 246 247 248 249 250 251 ... » »»
الفهرست