لسان العرب - ابن منظور - ج ١٤ - الصفحة ٦٢
منه على فعلى، مثل الذكرى من ذكرت، فكان معنى قولهم إياك أردت أي قصدت قصدك وشخصك، قال: والصحيح أن الأمر مبهم يكنى به عن المنصوب. وأيا آية: وضع علامة. وخرج القوم بآيتهم أي بجماعتهم لم يدعوا وراءهم شيئا، قال برج بن مسهر الطائي:
خرجنا من النقبين، لا حي مثلنا، بآيتنا نزجي اللقاح المطافلا والآية: من التنزيل ومن آيات القرآن العزيز، قال أبو بكر: سميت الآية من القرآن آية لأنها علامة لانقطاع كلام من كلام. ويقال: سميت الآية آية لأنها جماعة من حروف القرآن. وآيات الله: عجائبه. وقال ابن حمزة: الآية من القرآن كأنها العلامة التي يفضى منها إلى غيرها كأعلام الطريق المنصوبة للهداية كما قال:
إذا مضى علم منها بدا علم والآية: العلامة. وفي حديث عثمان: أحلتهما آية وحرمتهما آية، قال ابن الأثير: الآية المحلة قوله تعالى: أو ما ملكت أيمانكم، والآية المحرمة قوله تعالى: وأن تجمعوا بين الأختين إلا ما قد سلف، والآية: العبرة، وجمعها آي. الفراء في كتاب المصادر: الآية من الآيات والعبر، سميت آية كما قال تعالى: لقد كان في يوسف وإخوته آيات، أي أمور وعبر مختلفة، وإنما تركت العرب همزتها كما يهمزون كل ما جاءت بعد ألف ساكنة لأنها كانت فيما يرى في الأصل أية، فثقل عليهم التشديد فأبدلوه ألفا لانفتاح ما قبل التشديد، كما قالوا أيما لمعنى أما، قال: وكان الكسائي يقول إنه فاعلة منقوصة، قال الفراء: ولو كان كذلك ما صغرها إيية، بكسر الألف، قال: وسألته عن ذلك فقال صغروا عاتكة وفاطمة عتيكة وفطيمة، فالآية مثلهما، وقال الفراء: ليس كذلك لأن العرب لا تصغر فاعلة على فعيلة إلا أن يكون اسما في مذهب فلانة فيقولون هذه فطيمة قد جاءت إذا كان اسما، فإذا قلت هذه فطيمة ابنها يعني فاطمته من الرضاع لم يجز، وكذلك صليح تصغيرا لرجل اسمه صالح، ولو قال رجل لرجل كيف بنتك قال صويلح ولم يجز صليح لأنه ليس باسم، قال: وقال بعضهم آية فاعلة صيرت ياؤها الأولى ألفا كما فعل بحاجة وقامة، والأصل حائجة وقائمة. قال الفراء: وذلك خطأ لأن هذا يكون في أولاد الثلاثة ولو كان كما قالوا لقيل في نواة وحياة ناية وحاية، قال: وهذا فاسد. وقوله عز وجل: وجعلنا ابن مريم وأمه آية، ولم يقل آيتين لأن المعنى فيهما معنى آية واحدة، قال ابن عرفة: لأن قصتهما واحدة، وقال أبو منصور: لأن الآية فيهما معا آية واحدة، وهي الولادة دون الفحل، قال ابن سيده: ولو قيل آيتين لجاز لأنه قد كان في كل واحد منهما ما لم يكن في ذكر ولا أنثى من أنها ولدت من غير فحل، ولأن عيسى، عليه السلام، روح الله ألقاه في مريم ولم يكن هذا في ولد قط، وقالوا: افعله بآية كذا كما تقول بعلامة كذا وأمارته، وهي من الأسماء المضافة إلى الأفعال كقوله:
بآية تقدمون الخيل شعثا، كأن، على سنابكها، مداما وعين الآية ياء كقول الشاعر:
لم يبق هذا الدهر من آيائه فظهور العين في آيائه يدل على كون العين ياء، وذلك أن وزن آياء أفعال، ولو كانت العين واوا لقال آوائه،
(٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 ... » »»
الفهرست