لسان العرب - ابن منظور - ج ١٤ - الصفحة ٥١
أتقولون لي هذا القول وأنا معروف بهذا الفعل؟ كأنه أنكر استفهامهم إياه، ورويت أيضا بكسر الهمزة وبعدها باء ساكنة، ثم نون مفتوحة، وتقديرها ألجليبيب ابنتي؟ فأسقطت الياء ووقفت عليها بالهاء، قال أبو موسى، وهو في مسند أحمد بن حنبل بخط أبي الحسن بن الفرات، وخطه حجة: وهو هكذا معجم مقيد في مواضع، قال: ويجوز أن لا يكون قد حذف الياء وإنما هي ابنة نكرة أي أتزوج جليبيبا ببنت، يعني أنه لا يصلح أن يزوج ببنت، إنما يزوج مثله بأمة استنقاصا له، قال: وقد رويت مثل هذه الرواية الثانية بزيادة ألف ولام للتعريف أي ألجليبيب الابنة، ورويت ألجليبيب الأمة؟ تريد الجارية كناية عن بنتها، ورواه بعضهم أمية أو آمنة على أنه اسم البنت.
* أها: أها: حكاية صوت الضحك، عن ابن الأعرابي، وأنشد:
أها أها عند زاد القوم ضحكتهم، وأنتم كشف، عند الوغى، خور * أوا: أويت منزلي وإلى منزلي أويا وإويا وأويت وتأويت وأتويت، كله: عدت، قال لبيد:
بصبوح صافية وجدت كرينة بموتر تأتى له إبهامها إنما أراد تأتوي له أي تفتعل من أويت إليه أي عدت، إلا أنه قلب الواو ألفا وحذفت الياء التي هي لام الفعل، وقول أبي كبير:
وعراضة السيتين توبع بريها، تأوي طوائفها لعجس عبهر استعار الأوي للقسي، وإنما ذلك للحيوان. وأويت الرجل إلي وآويته، فأما أبو عبيد فقال أويته وآويته، وأويت إلى فلان، مقصور لا غير. الأزهري: تقول العرب أوى فلان إلى منزله يأوي أويا، على فعول، وإواء، ومنه قوله تعالى: قال سآوي إلى جبل يعصمني من الماء. وآويته أنا إيواء، هذا الكلام الجيد. قال: ومن العرب من يقول أويت فلانا إذا أنزلته بك. وأويت الإبل: بمعنى آويتها. أو عبيد: يقال أويته، بالقصر، على فعلته، وآويته، بالمد، على أفعلته بمعنى واحد، وأنكر أبو الهيثم أن تقول أويت، بقصر الألف، بمعنى آويت، قال: ويقال أويت فلانا بمعنى أويت إليه. قال أبو منصور: ولم يعرف أبو الهيثم، رحمه الله، هذه اللغة، قال:
وهي صحيحة، قال: وسمعت أعرابيا فصيحا من بني نمير كان استرعي إبلا جربا، فلما أراحها ملث الظلام نحاها عن مأوى الإبل الصحاح ونادى عريف الحي فقال: ألا أين آوى هذه الإبل الموقسة؟ ولم يقل أووي. وفي حديث البيعة أنه قال للأنصار:
أبايعكم على أن تؤووني وتنصروني أي تضموني إليكم وتحوطوني بينكم.
يقال: أوى وآوى بمعنى واحد، والمقصور منهما لازم ومتعد، ومنه قوله: لا قطع في ثمر حتى يأويه الجرين أي يضمه البيدر ويجمعه.
وروى الرواة عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أنه قال: لا يأوي الضالة إلا ضال، قال الأزهري: هكذا رواه فصحاء المحدثين بالياء، قال:
وهو عندي صحيح لا ارتياب فيه كما رواه أبو عبيد عن أصحابه، قال ابن الأثير: هذا كله من أوى يأوي. يقال: أويت إلى المنزل وأويت غيري وآويته، وأنكر بعضهم المقصور المتعدي، وقال الأزهري: هي لغة فصيحة، ومن المقصور اللازم الحديث الآخر: أما أحدهم فأوى إلى الله أي رجع إليه، ومن الممدود حديث الدعاء: الحمد لله الذي كفانا وآوانا،
(٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 ... » »»
الفهرست