تعالى القيوم والقيام. ابن الأعرابي: القيوم والقيام والمدبر واحد. وقال الزجاج: القيوم والقيام في صفة الله تعالى وأسمائه الحسنى القائم بتدبير أمر خلقه في إنشائهم ورزقهم وعلمه بأمكنتهم. قال الله تعالى: وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها. وقال الفراء: صورة القيوم من الفعل الفيعول، وصورة القيام الفيعال، وهما جميعا مدح، قال: وأهل الحجاز أكثر شئ قولا للفيعال من ذوات الثلاثة مثل الصواغ، يقولون الصياغ. وقال الفراء في القيم: هو من الفعل فعيل، أصله قويم، وكذلك سيد سويد وجيد جويد بوزن ظريف وكريم، وكان يلزمهم أن يجعلوا الواو ألفا لانفتاح ما قبلها ثم يسقطوها لسكونها وسكون التي بعدها، فلما فعلوا ذلك صارت سيد على فعل، فزادوا ياء على الياء ليكمل بناء الحرف، وقال سيبويه: قيم وزنه فيعل وأصله قيوم، فلما اجتمعت الياء والواو والسابق ساكن أبدلوا من الواو ياء وأدغموا فيها الياء التي قبلها، فصارتا ياء مشددة، وكذلك قال في سيد وجيد وميت وهين ولين. قال الفراء: ليس في أبنية العرب فيعل، والحي كان في الأصل حيوا، فلما اجتمعت الياء والواو والسابق ساكن جعلتا ياء مشددة. وقال مجاهد: القيوم القائم على كل شئ، وقال قتادة: القيوم القائم على خلقه بآجالهم وأعمالهم وأرزاقهم. وقال الكلبي: القيوم الذي لا بدئ له. وقال أبو عبيدة: القيوم القائم على الأشياء. الجوهري: وقرأ عمر الحي القيام، وهو لغة، والحي القيوم أي القائم بأمر خلقه في إنشائهم ورزقهم وعلمه بمستقرهم ومستودعهم. وفي حديث الدعاء: ولك الحمد أنت قيام السماوات والأرض، وفي رواية: قيم، وفي أخرى: قيوم، وهي من أبنية المبالغة، ومعناها القيام بأمور الخلق وتدبير العالم في جميع أحواله، وأصلها من الواو قيوام وقيوم وقيووم، بوزن فيعال وفيعل وفيعول.
والقيوم: من أسماء الله المعدودة، وهو القائم بنفسه مطلقا لا بغيره، وهو مع ذلك يقوم به كل موجود حتى لا يتصور وجود شئ ولا دوام وجوده إلا به.
والقوام من العيش (* قوله والقوام من العيش ضبط القوام في الأصل بالكسر واقتصر عليه في المصباح، ونصه: والقوام، بالكسر، ما يقيم الإنسان من القوت، وقال أيضا في عماد الأمر وملاكه أنه بالفتح والكسر، وقال صاحب القاموس: القوام كسحاب ما يعايش به، وبالكسر، نظام الأمر وعماده): ما يقيمك. وفي حديث المسألة: أو لذي فقر مدقع حتى يصيب قواما من عيش أي ما يقوم بحاجته الضرورية. وقوام العيش: عماده الذي يقوم به.
وقوام الجسم: تمامه. وقوام كل شئ: ما استقام به، قال العجاج:
رأس قوام الدين وابن رأس وإذا أصاب البرد شجرا أو نبتا فأهلك بعضا وبقي بعض قيل: منها هامد ومنها قائم. الجوهري: وقومت الشئ، فهو قويم أي مستقيم، وقولهم ما أقومه شاذ، قال ابن بري: يعني كان قياسه أن يقال فيه ما أشد تقويمه لأن تقويمه زائد على الثلاثة، وإنما جاز ذلك لقولهم قويم، كما قالوا ما أشده وما أفقره وهو من اشتد وافتقر لقولهم شديد وفقير.
قال: ويقال ما زلت أقاوم فلانا في هذا الأمر أي أنازله. وفي الحديث: من جالسه أو قاومه في حاجة صابره. قال ابن الأثير: قاومه فاعله من القيام أي إذا قام معه ليقضي حاجته صبر عليه إلى أن يقضيها. وفي الحديث: تسوية الصف من إقامة الصلاة أي من تمامها وكمالها، قال:
فأما قوله قد قامت الصلاة فمعناه