لسان العرب - ابن منظور - ج ١٢ - الصفحة ٥٠٠
الأشياء فبها تقوم أموركم، وقال الفراء: التي جعل الله لكم قياما يعني التي بها تقومون قياما وقواما، وقرأ نافع المدني قيما، قال: والمعنى واحد.
ودينار قائم إذا كان مثقالا سواء لا يرجح، وهو عند الصيارفة ناقص حتى يرجح بشئ فيسمى ميالا، والجمع قوم وقيم. وقوم السلعة واستقامها: قدرها. وفي حديث عبد الله بن عباس: إذا استقمت بنقد فبعت بنقد فلا بأس به، وإذا استقمت بنقد فبعته بنسيئة فلا خير فيه فهو مكروه، قال أبو عبيد: قوله إذا استقمت يعني قومت، وهذا كلام أهل مكة، يقولون: استقمت المتاع أي قومته، وهما بمعنى، قال: ومعنى الحديث أن يدفع الرجل إلى الرجل الثوب فيقومه مثلا بثلاثين درهما، ثم يقول: بعه فما زاد عليها فلك، فإن باعه بأكثر من ثلاثين بالنقد فهو جائز، ويأخذ ما زاد على الثلاثين، وإن باعه بالنسيئة بأكثر مما يبيعه بالنقد فالبيع مردود ولا يجوز، قال أبو عبيد: وهذا عند من يقول بالرأي لا يجوز لأنها إجارة مجهولة، وهي عندنا معلومة جائزة، لأنه إذا وقت له وقتا فما كان وراء ذلك من قليل أو كثير فالوقت يأتي عليه، قال: وقال سفيان بن عيينة بعدما روى هذا الحديث يستقيمه بعشرة نقدا فيبيعه بخمسة عشر نسيئة، فيقول: أعطي صاحب الثوب من عندي عشرة فتكون الخمسة عشر لي، فهذا الذي كره. قال إسحق: قلت لأحمد قول ابن عباس إذا استقمت بنقد فبعت بنقد، الحديث، قال: لأنه يتعجل شيئا ويذهب عناؤه باطلا، قال إسحق: كما قال قلت فما المستقيم؟ قال: الرجل يدفع إلى الرجل الثوب فيقول بعه بكذا، فما ازددت فهو لك، قلت: فمن يدفع الثوب إلى الرجل فيقول بعه بكذا فما زاد فهو لك؟ قال: لا بأس، قال إسحق كما قال.
والقيمة: واحدة القيم، وأصله الواو لأنه يقوم مقام الشئ.
والقيمة: ثمن الشئ بالتقويم. تقول: تقاوموه فيما بينهم، وإذا انقاد الشئ واستمرت طريقته فقد استقام لوجه. ويقال: كم قامت ناقتك أي كم بلغت.
وقد قامت الأمة مائة دينار أي بلغ قيمتها مائة دينار، وكم قامت أمتك أي بلغت. والاستقامة: التقويم، لقول أهل مكة استقمت المتاع أي قومته. وفي الحديث: قالوا يا رسول الله لو قومت لنا، فقال: الله هو المقوم، أي لو سعرت لنا، وهو من قيمة الشئ، أي حددت لنا قيمتها. ويقال: قامت بفلان دابته إذا كلت وأعيت فلم تسر. وقامت الدابة: وقفت. وفي الحديث: حين قام قائم الظهيرة أي قيام الشمس وقت الزوال من قولهم قامت به دابته أي وقفت، والمعنى أن الشمس إذا بلغت وسط السماء أبطأت حركة الظل إلى أن تزول، فيحسب الناظر المتأمل أنها قد وقفت وهي سائرة لكن سيرا لا يظهر له أثر سريع كما يظهر قبل الزوال وبعده، ويقال لذلك الوقوف المشاهد: قام قائم الظهيرة، والقائم قائم الظهيرة.
ويقال: قام ميزان النهار فهو قائم أي اعتدل. ابن سيده: وقام قائم الظهيرة إذا قامت الشمس وعقل الظل، وهو من القيام. وعين قائمة: ذهب بصرها وحدقتها صحيحة سالمة. والقائم بالدين: المستمسك به الثابت عليه.
وفي الحديث: إن حكيم بن حزام قال: بايعت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أن لا أخر إلا قائما، قال له النبي، صلى الله عليه وسلم: أما من قبلنا فلا تخر إلا قائما أي لسنا ندعوك ولا نبايعك إلا قائما أي على الحق، قال أبو عبيد: معناه بايعت أن لا أموت إلا ثابتا على الإسلام والتمسك به. وكل
(٥٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 495 496 497 498 499 500 501 502 503 504 505 ... » »»
الفهرست