لسان العرب - ابن منظور - ج ١٢ - الصفحة ٦٠٤
قومك، فتبسم النبي، صلى الله عليه وسلم، ثم قال: بل الدم الرم والهدم الهدم، أنا منكم وأنتم مني، يروى بسكون الدال وفتحها، فالهدم، بالتحريك: القبر يعني أقبر حيث تقبرون، وقيل: هو المنزل أي منزلكم منزلي، كحديثه الآخر:
المحيا محياكم والممات مماتكم أي لا أفارقكم. والهدم، بالسكون وبالفتح أيضا: هو إهدار دم القتيل، يقال: دماؤهم بينهم هدم أي مهدرة، والمعنى إن طلب دمكم فقد طلب دمي، وإن أهدر دمكم فقد أهدر دمي لاستحكام الألفة بيننا، وهو قول معروف، والعرب تقول: دمي دمك وهدمي هدمك، وذلك عند المعاهدة والنصرة. وروى الأزهري عن ابن الأعرابي قال: العرب تقول دمي دمك وهدمي هدمك، هكذا رواه بالفتح، قال: وهذا في النصرة، والظلم تقول: إن ظلمت فقد ظلمت، قال وأنشدني العقيلي: دما طيبا يا حبذا أنت من دم وكان أبو عبيدة يقول: هو الهدم الهدم واللدم اللدم أي حرمتي مع حرمتكم وبيتي مع بيتكم، وأنشد:
ثم الحقي بهدمي ولدمي أي بأصلي وموضعي. وأصل الهدم ما انهدم. يقال: هدمت هدما، والمهدوم هدم، وسمي منزل الرجل هدما لانهدامه، وقال غيره: يجوز أن يسمى القبر هدما لأنه يحفر ترابه ثم يرد، ترابه فيه، فهو هدم، فكأنه قال: مقبري مقبركم أي لا أزال معكم حتى أموت عندكم. وروى الأزهري عن أبي الهيثم أنه قال في الحلف: دمي دمك إن قتلني إنسان طلبت بدمي كما تطلب بدم ولى ك أي ابن عمك وأخيك، وهدمي هدمك أي من هدم لي عزا وشرفا فقد هدمه منك. وكل من قتل وليي، فقد قتل وليك، ومن أراد هدمك فقد قصدني بذلك. قال الأزهري: ومن رواه الدم الدم والهدم الهدم، فهو على قول الحليف تطلب بدمي وأنا أطلب بدمك. وما هدمت من الدماء هدمت أي ما عفوت عنه وأهدرته فقد عفوت عنه وتركته. ويقال: إنهم إذا احتلفوا قالوا هدمي هدمك ودمي دمك وترثني وأرثك، ثم نسخ الله بآيات المواريث ما كانوا يشترطونه من الميراث في الحلف والهدم، بالكسر: الثوب الخلق المرقع، وقيل: هو الكساء الذي ضوعفت رقاعه، وخص ابن الأعرابي به الكساء البالي من الصوف دون الثوب، والجمع أهدام وهدم، الأخيرة عن أبي حنيفة، وهي نادرة، وقال أوس بن حجر:
وذات هدم عار نواشرها، تصمت بالماء تولبا جدعا قال ابن بري: صوابه وذات، بالرفع، لأنه معطوف على فاعل قبله، وهو:
ليبكك الشرب والمدامة وال - فتيان، طرا، وطامع طمعا وأنشد ابن بري لأبي دواد:
هرقت في صفنه ماء ليشربه في داثر خلق الأعضاد أهدام وفي حديث عمر: وقفت عليه عجوز عشمة بأهدام، الأهدام:
الأخلاق من الثياب. وهدمت الثوب إذا رقعته. وفي حديث علي:
لبسنا أهدام البلى، وروي عن الصموتي الكلابي وذكر حبة الأرض فقال: تنحل فيأخذ بعضها رقاب بعض
(٦٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 599 600 601 602 603 604 605 606 607 608 609 ... » »»
الفهرست