لسان العرب - ابن منظور - ج ١٢ - الصفحة ٥٧٤
ونسمانا. والنيسم: كالنسيم، نسم ينسم نسما ونسيما ونسمانا. وتنسم النسيم: تشممه.
وتنسم منه علما: على المثل، والشين لغة عن يعقوب، وسيأتي ذكرها، وليست إحداهما بدلا من أختها لأن لكل واحد منهما وجها، فأما تنسمت فكأنه من النسيم كقولك استروحت خبرا، فمعناه أنه تلطف في التماس العلم منه شيئا فشيئا كهبوب النسيم، وأما تنشمت فمن قولهم نشم في الأمر أي بدأ ولم يوغل فيه أي ابتدأت بطرف من العلم من عنده ولم أتمكن فيه. التهذيب: ونسيم الريح هبوبها. قال ابن شميل: النسيم من الرياح الرويد، قال: وتنسمت ريحها بشئ من نسيم أي هبت هبوبا رويدا ذات نسيم، وهو الرويد. وقال أبو عبيد:
النسيم من الرياح التي تجئ بنفس ضعيف. والنسم: جمع نسمة، وهو النفس والربو. وفي الحديث: تنكبوا الغبار فإن منه تكون النسمة، قيل: النسمة ههنا الربو، ولا يزال صاحب هذه العلة يتنفس نفسا ضعيفا، قال ابن الأثير: النسمة في الحديث، بالتحريك، النفس، واحد الأنفاس، أراد تواتر النفس والربو والنهيج، فسميت العلة نسمة لاستراحة صاحبها إلى تنفسه، فإن صاحب الربو لا يزال يتنفس كثيرا. ويقال: تنسمت الريح وتنسمتها أنا، قال الشاعر:
فإن الصبا ريح إذا ما تنسمت على كبد مخزون، تجلت همومها وإذا تنسم العليل والمحزون هبوب الريح الطيبة وجد لها خفا وفرحا. ونسيم الريح: أولها حين تقبل بلين قبل أن تشتد. وفي حديث مرفوع أنه قال: بعثت في نسم الساعة، وفي تفسيره قولان: أحدهما بعثت في ضعف هبوبها وأول أشراطها وهو قول ابن الأعرابي، قال:
والنسم أول هبوب الريح، وقيل: هو جمع نسمة أي بعثت في ذوي أرواح خلقهم الله تعالى في وقت اقتراب الساعة كأنه قال في آخر النشء من بني آدم. وقال الجوهري: أي حين ابتدأت وأقبلت أوائلها. وتنسم المكان بالطيب: أرج، قال سهم بن إياس الهذلي:
إذا ما مشت يوما بواد تنسمت مجالسها بالمندلي المكلل وما بها ذو نسيم أي ذو روح. والنسم والمنسم من النسيم.
والمنسم، بكسر السين: طرف خف البعير والنعامة والفيل والحافر، وقيل:
منسما البعير ظفراه اللذان في يديه، وقيل: هو للناقة كالظفر للإنسان، قال الكسائي: هو مشتق من الفعل، يقال: نسم به ينسم نسما.
قال الأصمعي: وقالوا منسم النعامة كما قالوا للبعير. وفي حديث علي، كرم الله وجهه: وطئتهم بالمناسم، جمع منسم، أي بأخفافها، قال ابن الأثير: وقد تطلق على مفاصل الإنسان اتساعا، ومنه الحديث: على كل منسم من الإنسان صدقة أي كل مفصل. ونسم به ينسم نسما:
ضرب، واستعاره بعض الشعراء للظبي فقال:
تذب بسحماوين لم يتفللا، وحى الذئب عن طفل مناسمه مخلي ونسم نسما: نقب منسمه.
والنسمة: الإنسان، والجمع نسم ونسمات، قال الأعشى:
بأعظم منه تقى في الحساب، إذا النسمات نقضن الغبارا وتنسم أي تنفس. وفي الحديث: لما تنسموا روح
(٥٧٤)
مفاتيح البحث: إبن الأثير (1)، التصدّق (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 569 570 571 572 573 574 575 576 577 578 579 ... » »»
الفهرست