لسان العرب - ابن منظور - ج ١٢ - الصفحة ٥٦٣
أي أي كتاب آتيتكم لتؤمنن به ولتنصرنه، قال: وقال أحمد بن يحيى قال الأخفش: اللام التي في لما اسم (* قوله اللام التي في لما اسم إلخ هكذا بالأصل، ولعل فيه سقطا، والأصل اللام التي في لما موطئة وما اسم موصول والذي بعدها إلخ). والذي بعدها صلة لها، واللام التي في لتؤمنن به ولتنصرنه لام القسم كأنه قال والله لتؤمنن، يؤكد في أول الكلام وفي آخره، وتكون من زائدة، وقال أبو العباس: هذا كله غلط، اللام التي تدخل في أوائل الخبر تجاب بجوابات الأيمان، تقول: لمن قام لآتينه، وإذا وقع في جوابها ما ولا علم أن اللام ليست بتوكيد، لأنك تضع مكانها ما ولا وليست كالأولى وهي جواب للأولى، قال: وأما قوله من كتاب فأسقط من، فهذا غلط لأن من التي تدخل وتخرج لا تقع إلا مواقع الأسماء، وهذا خبر، ولا تقع في الخبر إنما تقع في الجحد والاستفهام والجزاء، وهو جعل لما بمنزلة لعبد الله والله لقائم فلم يجعله جزاء، قال: ومن اللامات التي تصحب إن: فمرة تكون بمعنى إلا، ومرة تكون صلة وتوكيدا كقول الله عز وجل: إن كان وعد ربنا لمفعولا، فمن جعل إن جحدا جعل اللام بمنزلة إلا، المعنى ما كان وعد ربنا إلا مفعولا، ومن جعل إن بمعنى قد جعل اللام تأكيدا، المعنى قد كان وعد ربنا لمفعولا، ومثله قوله تعالى: إن كدت لتردين، يجوز فيها المعنيان، التهذيب: لام التعجب ولام الاستغاثة روى المنذري عن المبرد أنه قال: إذا استغيث بواحد أو بجماعة فاللام مفتوحة، تقول: يا للرجال يا للقوم يا لزيد، قال:
وكذلك إذا كنت تدعوهم، فأما لام المدعو إليه فإنها تكسر، تقول: يا للرجال للعجب، قال الشاعر:
تكنفني الوشاة فأزعجوني، فيا للناس للواشي المطاع وتقول: يا للعجب إذا دعوت إليه كأنك قلت يا للناس للعجب، ولا يجوز أن تقول يا لزيد وهو مقبل عليك، إنما تقول ذلك للبعيد، كما لا يجوز أن تقول يا قوماه وهم مقبلون، قال: فإن قلت يا لزيد ولعمرو كسرت اللام في عمرو، وهو مدعو، لأنك إنما فتحت اللام في زيد للفصل بين المدعو والمدعو إليه، فلما عطفت على زيد استغنيت عن الفصل لأن المعطوف عليه مثل حاله، وقد تقدم قوله:
يا للكهول وللشبان للعجب والعرب تقول: يا للعضيهة ويا للأفيكة ويا للبهيتة، وفي اللام التي فيها وجهان: فإن أردت الاستغاثة نصبتها، وإن أردت أن تدعو إليها بمعنى التعجب منه كسرتها، كأنك أردت: يا أيها الرجل عجب للعضيهة، ويا أيها الناس اعجبوا للأفيكة. وقال ابن الأنباري: لام الاستغاثة مفتوحة، وهي في الأصل لام خفض إلا أن الاستعمال فيها قد كثر مع يا، فجعلا حرفا واحدا، وأنشد:
يا لبكر أنشروا لي كليبا قال: والدليل على أنهم جعلوا اللام مع يا حرفا واحدا قول الفرزدق:
فخير نحن عند الناس منكم، إذا الداعي المثوب قال: يالا وقولهم: لم فعلت، معناه لأي شئ فعلته؟ والأصل فيه لما فعلت فجعلوا ما في الاستفهام مع الخافض حرفا واحدا واكتفوا بفتحة الميم من الألف فأسقطوها، وكذلك قالوا: علام تركت وعم تعرض وإلام تنظر وحتم عناؤك؟ وأنشد:
فحتام حتام العناء المطول وفي التنزيل العزيز: فلم قتلتموهم، أراد لأي علة
(٥٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 558 559 560 561 562 563 564 565 566 567 568 ... » »»
الفهرست